...
أتعجب ممن يريد أن يزج بنفسه في أمور لا شأن له بها ، وكأنه ذلك الملاك الطاهر المنزه ،
عندما يخرج أحدهم ليقول ( أنا عند عند الله أفضل من فلان ) هل لديك وسائط !!!
أم أننا اصبحنا نعتقد بأننا جزء من هيئة المحلفين التي ستساعد في أتخاذ القرار يوم العرض على الرب ، تعالى الله .
ما شئننا بمن عصا يكفي أن نقوم بدور النصيحة أو لنصمت فلا شأن لنا بالحكم عليه والادعاء بأنا أفضل حالا.
وفي موضع آخر ينبري من يقول تحياتي لك غشيم ( تكفى يالفاهم ) بمعنى هل نظريتك التي تنص على أن من تملك قدرا من الثقة نتاج ثقافة نريدها في فتياتنا يجب أن نشك في سلوكها حتى لو وجدنا ذلك الغشاء !!!!!
مازال منظورنا للحياة يسير وفق نمطية سطحية للأسف .
فحقا كم هو مزعج أن نرى أنفسنا ملائكة لنقف مستهترين بمن وقع في معصية ليصل بنا الحال إلى أن نتمنى أن يقف هذا العاصي على رؤس الاشهاد ويقول أنا فعلت كذا وكذا ، وكأن هذا سيزيدنا فخرا بذواتنا التي ربما لم نترك ملذات النفس سوى من أجل شيء مادي وليس من أجل الله ، وربما كان هذا بسبب وسواس شيطاني يقول لماذا غيري يتمتع ثم ينجو بفعلته بينما أنا احافظ على نفسي واحرمها من الملذات فلماذا نكون متساويين في نظر الجميع .
ولو فكرنا بمنطقية لعمدنا للصواب الذي يقضي بأن تهتم بنفسك وتدعوا الثبات من الله ولا يهمك غيرك من العصاة أن لم تسد له النصح فلست موكلا بمحاسبته وفضحه أمام الملا .
ولنعلم جميعا أن كل أنسان محاسب عن أفعاله ، ولا يجب أن نتخل في التآلي على الله بأني احسن من فلان العاصي او افضل من علان في شيء ما فمنذا يتآلى على الله ، وبما أن الله أختص بأمر محاسبة عباده فلندع ذلك الدور لرب الأرباب ولا يجب أن نتخل في أمر لا يخصنا .
أعود لأقول ذلك وسواس شيطان يقول لماذا هو يستمتع دون أن يدفع الثمن وأنا لا ، وفي حقيقة الأمر يجب أن ندرك بأن ليس كل ما يلمع ذهبا بمعنى ليس كل ما يعتقد بأنه ممتع هو في حقيقته كذلك هذا من جهة ومن آخرى لندرك حقا بأن لك شيء ثمن ، ولا يجب أن نتجاوز حدودنا في الحكم على الآخرين الله كفيل بنا وبهم ، ولندرك أيضا بأنا مهما صلحت أعمالنا فلن يكون هذا الأمر موازي لأن يكون شكرا لحق نعمة من نعم الله علينا ، ولن يدخل أحدا الجنة بعمله الصالح وأنما برحمة الملك القدوس ، وأن نحن أحسنا فلأنفسنا وأن أسئنا فعليها ولا تزر وازرة وزر أخرى .
دمتم بود يفيض على الآخرين ونظرتنا لهم وينبع من أنفس رضية .
قف أمامك أنا