بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
إخواني أخواتي
حسرة يخالطها الشعور بالندم تنتاب أغلب الرجال المتزوجين

وحنين يسكن نفوسهم الشقية للماضي الجميل

ألا تستحق تلك الفترة الذهبية من العمر (مرحلة اللامسؤولية) من الرجال كافة هذا الشوق والحنين !

فالعزوبية هي ربيع العمر المزهر و الحرية والتحرر من قيود اللامسؤولية حرية تشبه حرية الطائر المحلق في الأفاق فكيف يقبل من اعتاد على التحليق أن يوضع في قفص من ذهب أو حتى ألماس.

سؤالي هو !!!

لماذا تصدر مثل هذه التأوهات المختلطة بشجن الحسرة من أغلب الرجال المتزوجين.؟

فهل هو بكاء على أطلال مرحلة الشباب المنقرض

أم هي الرغبة الكامنة في التحرر والهروب من قفص الزواج البائس .؟

فالزواج ضرورة غريزية وعادة واستكمال لدين الرجل والمرأة وتأسيسا لنواة الأسرة فهل التمرد والتشرد من الزواج دليل على فشل الاختيار وعدم الانسجام بين الزوجين نعم قد يكون الأمر كذلك .

من وجهة نظري أنا أعتقد أن الخلل يكمن هنا بالتحديد في عدم الانسجام بين الزوجين

لهذا سوف تكون المشكلة كبيرة نسبيا إذا علمنا بأن أغلب الرجال يعانون من هذه المشكلة وهذا ينعكس بالطبع على الطريقة التقليدية في اختيار الزوجة فهي طريقة فاشلة نسبياً بدليل أن هناك الكثير من الأزواج غير راضين على اختيارهم وكذلك في الطرف الآخر هناك أيضا شريحة كبيرة من الزوجات غير مقتنعات بهذا النصيب.

وما يمنع الزوج والزوجة من طلب الانفصال هو الخوف من الأشياء التي قد تترتب على الطلاق , ومستقبل الأبناء ونظرة المجتمع للمطلق والمطلقة فتستمر الحياة بينهما في ظل استمرار المشاكل والنكد حتى ينقضي العمر بالموت والفراق الأبدي.


قد يسأل سائل : مجتمعنا محافظ ويمنع الاختلاط والطريقة الوحيدة والمقبولة عرفيا هي الطريقة التقليدية فالزوجة أما أن تكون إحدى القريبات أو الجارات أو صديقة الأخت أو نالت إعجاب الأم أو الأخت أو علاقة حب متهورة واندفاع أهوج الخ ... وهو اختيار عشوائي .. وحظ ونصيب كما يقال .

الموضوع قد يتشعب كثيرا فهناك عوامل كثيرة تساهم في فشل الزواج وعدم الانسجام بين الزوجين

منها على سبيل المثال وليس الحصر

* الطريقة العشوائية في الاختيار بين الزوجين *

* فترة الخطوبة عادة تتسم بالرومانسية والمجاملة ولا يستفاد منها بشكل كبير في التعرف على الطرف الآخر ومحاولة إيجاد قواسم مشتركة وفهم مشترك وتحديد إستراتيجية واضحة للزواج *

* عدم تهيئة البنت والولد من قبل الأبوين لمرحلة الزواج بالتربية السليمة وزرع المفاهيم الصحيحة للزواج *

* السور الحديدي الذي يفرضه المجتمع على الفتاة يجعلها مخلوق غامض من الصعب التعرف على متطلباتها *

* عدم معرفة حدود العلاقة الزوجية فماذا يريد الرجل من المرأة وماذا تريد المرأة من الرجل فهناك الكثير من الرجال لا يزال يظن أن المرأة جارية تشترى بالمهر وتدخل في أملاك الرجل بمجرد إجراء صيغة العقد وهناك أيضا نساء تظن بأن الرجل ملك خاص للزوجة ويجب أن ينطلق في حدود هذه الملكية *

أكتفي بهذا وأترك المجال للأخوة والأخوات الراغبين والراغبات في الحوار.