أقترح عليك أختي الفاضلة المواجهة ، والصراحة ، حيث تجتمعين مع والدك حفظه الله وتقولين له عما يجول في خاطرك ، وأن هذا راتبك أنتي ، وأنك لم تعملين في الوظيفة إلا لحاجتك للمال وأنك تكدحين لأجله ، وتتركين بيت زوجك وراحتك لاجله فمن حقك أن تستفيدين من مالك ، ويمكن أن يرد عليك بأنه كد عليك الكثير وصرف الكثير من ماله في تربيتك ولبسك وطعامك حتى كبرتي ، وتزوجتي ، وهنا قولي له أنت لم تقصر معي في شيء وأدعو لك بالأجر والمثوبة ، ولكنني أحتاج المال ، وأريد أن أدخر لنفسي ، وأرى نتيجة عرقي. وأن رأيتيه مصرا فاقترحي أن تعطيه جزءا يسيرا من المال . وكذلك افعلي مع زوجك .
وإن رأيتيهما مصران على آرائهما بحيث لا يبقيان لك من مالك شيئا فاستقيلي من عملك لأن الإنسان لا يعمل ويجد ثم لا يستفيد من أجر عمله شيئا.
وأخيرا فاعلمي أنه ليس من حق أحدهما إجبارك على أخذ مالك لا شرعا ولا قانونا ، لأن والدك كان مسؤولا عن نفقتك قبل الزواج وليس من حقه المطالبة بأجرة عما انفقه.كما أن الزوج مسؤول عن نفقتك بعد الزواج ، وليس من حقه المطالبة بأجر عما انفقه.
إلا أن من البر بأبيك أن تعطينه شيئا من مالك من تلقاء نفسك طلبا للأجر والمثوبة ، كما أن من وفاءك لزوجك بأن تعطينه شيئا من مالك ، تقديرا للوقت الذي تركتي البيت لأجل العمل وسمح لك زوجك بذلك .