منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - بحث في الشلل الدماغي
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2005, 01:41 PM
  #2
احمد شوبير
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 9,213
احمد شوبير غير متصل  
ثانيا: عوامل مرتبطة بمرحلة الولادة

تشير هذه العوامل المرتبطة بمرحلة الولادة إلى مجموعة من الأسباب التي قد تحدث منذ بداية المخاض إلى ولادة الطفل، وما يتعرض له كذلك من مضاعفات نتيجة تعسر الولادة أو عوامل طارئة وتسبب هذه العوامل حوالي 45-50% من حالات الشلل الدماغي وفيما يلي عرض لأهم هذه الأسباب:

 الرضوض والإصابات في أثناء الولادة أو النزيف:
هذه العوامل تنتج عن اتخاذ الطفل لوضع غير طبيعي داخل الرحم، مثل خروج رجلي الطفل أولا بدلا من رأسه، أو مثلا بسبب استخدام الملقط أو حصول الولادة خارج المستشفى دون الرعاية الأزمة للأم أثناء الولادة، مما يؤدي إلى حدوث نزيف داخلي وبالتالي إلى الشلل الدماغي.

 قد يحدث لدى الطفل تلف دماغي، بسبب تعرض رأسه في أثناء عملية الولادة لضغط غير عادي مما قد ينتج عن ذلك نزيف داخلي، وهذه التغيرات تحدث عندما تكون عملية الولادة سريعة جدا أو بطيئة جدا أو بسبب الولادة القيصرية.

 استخدام العقاقير المخدرة في عملية الولادة، فذلك يؤثر على عملية التنفس لدى الطفل ويؤدي إلى نقص الأكسجين.

 الاختناق:
ينتج عنه انسداد ميكانيكي في مجرى التنفس لدى الطفل.

 نقص الأكسجين:
قد يحدث لأسباب عديدة في أثناء عملية الولادة ومن أهما: انفصال المشيمة قبل الموعد المناسب، أو نزيف المشيمة، أو إصابة الطفل لذات الرئة أو أية اضطرابات رئوية أخرى، أو التفاف الحبل السري أو انسداده لسبب أو لآخر أو الولادة الغير طبيعية.(د.الخطيب، 1992 م)
ونلاحظ أن هذه العوامل تشكل خطرا كبيرا على الجنين، لذلك فيجب على الدولة أن تقوم بإعداد الكوادر المتخصصة من الأطباء والممرضين، وأن توفر الأجهزة الطبية الحديثة التي تسهل عملية الولادة ولا تؤذي الجنين كما ويجب أن تكون الولادة في المستشفى وتحت رعاية الأطباء وبذلك سوف نجنب الكثير من الأمهات إنجاب أطفال مصابين بالشلل الدماغي.


ثالثا: العوامل المرتبطة بمرحلة ما بعد الولادة:

هذه العوامل مسؤولة عن حوالي 10-15% من حالات الشلل الدماغي، وأهم هذه الأسباب:

 إصابات الرأس:
تنجم هذه الإصابات عن السقوط من أماكن مرتفعة، أو الحوادث المنزلية المختلفة، أو حوادث السيارات، أو تعرض الأطفال للعقاب البدني العنيف. ففي هذه الحالة يحدث نزيف في الدماغ يترتب عليه تلف دماغي دائم، وقد يحث النزيف لأسباب أخرى تتصل بالأوعية الدموية.

 الالتهابات:
وتشمل التهاب أغشية السحايا والتهاب الدماغ وغيرها….

 الاضطرابات التسممية:
وهي تنجم عن تناول العقاقير بطريقة غير مناسبة أو تناول المواد السامة مثل الرصاص أو الزئبق، أو استنشاق الغازات السامة مثل أوكسيد الكربون.

 نقص الأكسجين:
وقد يحدث نتيجة للغرق أو الاختناق أو انخفاض مستوى السكر في الدم.

 وأخيرا، قد يحدث لدى الطفل شلل دماغي بفعل تشوهات أو اضطرابات مرضية يصاب بها في مرحلة الطفولة مثل استسقاء الدماغ أو الأورام الدماغية.(البواليز 2000 م)

وأخيرا بعد التعرف على هذه الأسباب التي تؤدي إلى الشلل الدماغي، يجب أن نتخذ الإجراءات المناسبة وذلك لتلافي حدوثها والوقاية منها وهذا يدل على مدى التطور الطبي والتكنولوجي في التعرف على تلك الأسباب وتشخيصها ومن ثم الوقاية منها.

 أنواع الشلل الدماغي

ليس للشلل الدماغي نوعا واحدا بل هناك أنواع عديدة منه، ويصنف الشلل الدماغي إلى ثلاثة أصناف كما هو معروف:

أ . الشلل الدماغي تبعا لأطراف الجسم المصابة:
# شلل نصفي # شلل رباعي # الشلل في طرف واحد # الشلل في ثلاثة أطراف

ب . الشلل الدماغي حسب طبيعة الضعف العضلي:

# الشلل الدماغي التشنجي # الشلل الدماغي الإلتوائي # الشلل الدماغي التخلجي # الشلل الدماغي الإرتعاشي # الشلل الدماغي التيبسي

ت . الشلل الدماغي تبعا لشدة الإعاقة:
# شلل دماغي بسيط # شلل دماغي متوسط # شلل دماغي شديد

 تصنيف الشلل الدماغي تبعا لأطراف الجسم المصابة
يصنف هذا الشلل إلى أربعة أنواع رئيسية وهي كالتالي:
1- الشلل النصفي:
وهو الشلل الدماغي الذي تقتصر الإصابة فيه على أحد جانبي الجسم (الجانب الأيمن أو الجانب الأيسر)، وتكون هذه الإصابة عادة من النوع التشنجي (أي ارتفاع مستوى التوتر العضلي).
2- الشلل الرباعي:
في هذه الحالة تصاب الأطراف الأربعة بالشلل، إلا أن شدة الإصابة في هذه الأطراف العليا تكون أكبر من الأطراف السفلى، كذلك فإن شدة الإصابة غالبا ما تكون غير متماثلة في الجانبين، ويعاني معظم الأطفال المصابين بهذا النوع من عدم القدرة على ضبط حركات الرأس ومن مشكلات في الكلام، وإن الأغلبية العظمى منهم وكثيرا من المصابين بالشلل التخبطي يعانون من هذا النوع.
3- الشلل في طرف واحد:
وهذه الحالة نادرة من حالات الشلل الدماغي، وتكون الإصابة في طرف واحد من الجسم.
4- الشلل في ثلاثة أطراف:
وهذه الحالة أيضا نادرة عند الأطفال المشلولين دماغيا.(د. الخطيب،1992 م)
نلاحظ مما سبق بأن الحالات الأكثر شيوعا من الشلل الدماغي هما الشلل النصفي والرباعي، أما الشلل في طرف واحد وفي ثلاثة أطراف فيعتبران نادري الحدوث.

 تصنيف الشلل الدماغي تبعا لطبيعة الضعف العضلي
يعتبر هذا التصنيف الأكثر شيوعا وقبولا، وهو الذي قدمته الأكاديمية الأمريكية للشلل الدماغي ( American Academy of Cerebral Palsy )، وبناء عليه فإن الشلل الدماغي يصنف إلى الأنواع الآتية:

 الشلل الدماغي التشنجي:
يشير التشنج إلى ازدياد في التوتر أو الاشتداد في العضلات وباستجابة العضلات للإثارة على نحو مبالغ فيه، وبالتالي يفقد الطفل توازنه وتظهر حركات لا إرادية مع تشنجات عضلية في عضلات مختلفة حسب الإصابة، ويعتبر هذا الشلل من أكثر الأنواع شيوعا حيث تبلغ نسبته حوالي 50% من حالات الشلل الدماغي.(د. عبيد، 2001 م)
 نتائج الشلل الدماغي التشنجي:
هناك عدة نتائج لهذا الشلل حيث إنه يؤثر على حياة الفرد من جميع النواحي ومن هذه الآثار ما يلي:
 منع القدرة على الحركة.
 الكبح الطولي لنمو العضلات.
 منع تركيب البروتين في خلايا العضلات.
 امتداد محدود للعضلات في سياق النشاط اليومي.
 تشوه في نمو العضلات والمفاصلويصنف الشلل الدماغي التشنجي إلى ثلاثة أنواع أساسية وهي كالآتي:
 الشلل الدماغي التشنجي الرباعي
تكون أطراف الجسم كلها مصابة في هذا النوع من الشلل، إلا أن مستوى التوتر العضلي في أطراف الجسم يتصف بكونه غير متماثل في كلا الجانبين حيث تكون الإصابة في أحد الجانبين أشد منها في الجانب الآخر، وتكون الإصابة في الأطراف العليا اشد منها في الأطراف السفلى، ولا يستطيع الطفل التحكم برأسه، وتكون قدرته على الكلام والتهجئه ضعيفة جدا ويعاني الطفل من عدم الشعور بالأمن والطمأنينة، وهو يعتمد اعتمادا كاملا على غيره لتلبية احتياجاته، كما إنه لا يستطيع التحرك والتنقل بشكل فعال، ولا يستطيع التكيف مع التغيرات في أوضاعه الجسمية ولا يستطيع أيضا الحفاظ على توازنه أو النهوض من وضع غير مريح وهو يشعر بخوف دائم من السقوط على الأرض إذا لم يتوافر له دعم خارجي، إضافة إلى ذلك عدم قدرته على التعبير عن حاجاته، وتتطور لديه أفعال قهرية ويمتنع عن عمل الأشياء تجنبا للفشل والإحباط.(البواليز2000 م)

 الشلل الدماغي التشنجي السفلي
في هذا النوع من الشلل تكون الأطراف السفلى مصابة أكثر من الأطراف العليا ويستطيع الشخص أن يتحكم برأسه إلى حد ما، ولكنه لا يستطيع ضبط حركة العينين ويصيب هذا النوع من الشلل الأطفال الخداج الذين لم يكتمل نمو الدماغ لديهم، وتكون الأعراض المرضية واضحة عندما يقترب الطفل من السنة الأولى من عمره.(د. عبيد 2001 م)

 الشلل الدماغي التشنجي النصفي
إن التشخيص المبكر لهذا النوع من الشلل الدماغي أمر ممكن، وذلك لأن الأنماط الحركية والوضعية غير المتماثلة في أطراف الجسم تتضح مبكرا، وغالبا ما تكون اليد المصابة مغلقة، فلا يستطيع الطفل أن يفتحها أو أن يستخدمها لدعم نفسه للنهوض، وبعيدة عن مركز الجسم، كما لا يستطيع أن يحرك رجله المصابة وعندما يتعلم الطفل الوقوف- والذي يتأخر في العادة- فهو يعتمد على الأطراف غير المصابة وقد يسقط أحيانا على الأرض، وعند الوقوف قد يحدث لديه تيبس وتصلب في القدم والرجل يزداد مع الأيام في شدته، وهذا ينتج عنه تشوهات وضعية في الكاحل أو في أصابع القدمين.(البواليز2000 م)
نستنج مما سبق أن الشلل الدماغي التشنجي له عدة أنواع وليس نوعا واحدا وكل نوع من هذه الأنواع يختلف في أعراضه عن النوع الثاني فمنها ما هو اعتمادي كالشلل التشنجي الرباعي حيث إنه يصيب الأطراف الأربعة في الجسم وبالتالي يؤثر على حياة الفرد تأثيرا كبيرا في جميع نواحي الحياة، مما يجعله يعتمد على الآخرين في إشباع احتياجاته، أما الشلل التشنجي السفلي والنصفي ففي هذان النوعان يمكن القول بأنهم قادرون على أداء احتياجاتهم مع بعض الإشراف عليهم ومساعدتهم.

 الشلل الدماغي الإلتوائي ( التخبطي )
موقع هذه الإصابة يكون في جذع الدماغ وتشكل حوالي 25% من حالات الشلل الدماغي وإن الفرد المصاب بهذا الشلل تتصف حالته بحركات لا إرادية وغير منتظمة حيث يرتفع مستوى التوتر العضلي لدى المصاب عند استجابته للمثيرات المختلفة على شكل حركات تخبطية غير هادفة وراقصة في كثير من الأحيان ويصاحب هذه الحركات عدم القدرة على ضبط الفم وبالتالي سيلان اللعاب وصعوبات واضحة في النطق والكلام وكذلك انبساط في أصابع اليد وانحناء الرأس إلى الخلف وصعوبات سمعية.
__________________
لا يوجد شىء اسمه صعب ، ولا يوجد شىء اسمه مستحيل ... نحن من نصنع الصعب والمستحيل