منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - بحث في الشلل الدماغي
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2005, 01:39 PM
  #1
احمد شوبير
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Dec 2003
المشاركات: 9,213
احمد شوبير غير متصل  
doodah بحث في الشلل الدماغي

بحث في الشلل الدماغي
كلية التربية
قسم التربية الخاصة
عمل ابتسام الفردان بتصرف

المقدمة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه المخلصين.
أما بعد:
انطلاقا من الكلمة التي تقول (( أعط كل ذي حق حقه )) تزايد الاهتمام بالفئات الخاصة من الناس لإعطائهم حقوقهم من الرعاية والتأهيل وعرض القدرات وقد اخترت فئة المصابين بالشلل الدماغي عنوانا لبحثي، إذ وجدت أن لهؤلاء الأشخاص حقوق مشروعة ومن الخطأ النظر إليهم على أنهم فئات عاجزة عن الحياة الطبيعية بما فيها العمل وإذا فهم يحتاجون إلى العون والمساعدة لا الشفقة.
إنهم يمتلكون قدرات ومواهب يستطيعون استثمارها والقيام بدور فعال ومنتج في المجتمع إذا أتيحت لهم الفرصة لذلك. وبالإضافة إلى أنهم قادرين على العيش باستقلالية إذا توافرت لهم الخدمات والبرامج التي تنمي تلك المواهب والمهارات لديهم، لهذا أحببت أن أتعرف على طبيعة هؤلاء المصابين بالشلل الدماغي والتعريف المتعددة لهم وأسباب الإصابة وتصنيفاتها وكيفية الوقاية العلاج وذلك من خلال هذا البحث.
وأخيرا أشكر كل من ساهم في إنجاح هذا البحث كما أعتذر عن كل تقصير فيه سائلة المولى عز وجل أن يوفق الجميع لما فيه من الخير والصلاح.


الشلل الدماغي

 التعاريف المتعددة لشلل الدماغي

لقد عاش الإنسان مع إخوانه من البشر على هذه الأرض التي خلقوا منها فتعارفوا وتفاعلوا مع بعضهم البعض، كما تنوعت صفاتهم وأخلاقهم وأفكارهم وهمومهم وأمراضهم، حتى قام العلماء منهم بالبحث في طبيعة الإنسان البشرية وتعرف خصائصها ووضع الحلول المناسبة لها والتي تجعل الإنسان يعيش حياة طبيعية ومستقرة على هذه الأرض.
أما بعد، لقد اهتم العلماء بظاهرة منتشرة يعاني منها بعض سكان العالم ألا وهي ظاهرة الشلل الدماغي والتي تؤدي إلى عجز حركي إضافة إلى بعض الإعاقات المصاحبة له والتي تؤثر على حياة الفرد وتعيقه عن أداء احتياجاته بشكل طبيعي، لذلك لجأ العلماء إلى تصنيف هذا المرض وتعريفه، وأسبابه ونتائجه والوقاية منه، وقد اختلف العلماء والمتخصصين في تعريف الشلل الدماغي.
ومن هذه التعاريف الكثيرة نتطرق إلى ذكر بعضها:
1- الشلل الدماغي: هو أي تغير غير طبيعي يطرأ على الحركة أو الوظائف الحركية، ينجم عن تشوه أو إصابة الأنسجة العصبية الموجودة داخل الجمجمة.
2- الشلل الدماغي: اضطراب نمائي ينجم عن خلل في الدماغ ويظهر على شكل عجز حركي تصحبه غالبا اضطرابات حسية أو انفعالية.
3- الشلل الدماغي: مجموعة من الأعراض تتمثل في ضعف الوظائف العصبية وتنتج عن خلل في بنية الجهاز العصبي المركزي أو نموه.
4- الشلل الدماغي: مصطلح ذو مدلول واسع، يستخدم عادة للإشارة إلى أي شلل أو ضعف أو عدم توازن حركي ينتج عن تلف دماغي.( البواليز 2000 م)
ونستنج مما سبق أن هذه التعاريف تجمع على عناصر رئيسية وهي:
1. إنه نتيجة لتلف مراكز الضغط الحركي في الدماغ.
2. إنه اضطراب ثابت لا يزداد سوءا مع الأيام.
3. أنه مجموعة من الأعراض المرضية.
4. إنه اضطراب في الوظائف العصبية.
5. إنه اضطراب في الحركة والوضع الجسمي.
6. إنه يستجيب للتدخل العلاجي.
7. إنه ليس قابلا للشفاء.
8. إنه ليس وراثيا باستثناء بعض الحالات.
9. إنه ليس مرضا.(د.الخطيب،1992 م)
وهكذا، فالأطفال المشلولون دماغيا أطفالا لديهم إعاقات أخرى تكون مصاحبة لشلل الدماغي وتؤثر على المظاهر النمائية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية للفرد ونرى أن هذه الإعاقة ثابتة لا تزداد سوءا وذلك بسبب تقديم الخدمات الطبية المناسبة في الوقت المناسب وكذلك برامج التدخل والعلاج الطبيعي التي تساهم في تخفيف وتحسين الحالة وتنمية الوظائف الحركية للفرد، وهذه الإعاقة كما ذكر سابقا تنتج نتيجة لتلف في الدماغ مراكز الحركة في الدماغ.
هذا وبعدما تطرقنا إلى ذكر التعاريف المتعددة لشلل الدماغي ننتقل إلى ذكر نسبة الانتشار والتي تعتمد على هذه التعاريف تحديد في هذه النسبة.

 نسبة انتشار الشلل الدماغي

إن نسبة انتشار الشلل الدماغي متباينة، وغير محددة وذلك بسبب اختلاف التعاريف المعمول بها وأدوات التشخيص المتوفرة والمتنوعة، ففي الولايات المتحدة تقدر هذه النسبة بحوالي بحوالي 200:1، في حين أشارت بعض الدراسات إلى أن نسبة الشلل الدماغي قد انخفضت في بعض الدول والدراسات الأخرى تشير إلى أنها قد ازدادت أو أنها لم تتغير، كذلك توضح بعض الدراسات أن طبيعة الإصابة بالشلل الدماغي قد أخذت بالتغير بفعل تطور المعرفة والتكنولوجيا الطبية، فبعض أنواع الشلل الدماغي آخذه بالنقصان كتلك الحالات الناتجة عن عدم توافق العامل الرايزيسي في كل دم الوالدين، أما فيما يتعلق بعامل الجنس، فتشير الإحصائيات إلى أن نسبة الإصابة بالشلل الدماغي لدى الذكور أعلى منها لدى الإناث حيث تصل نسبة الذكور إلى 55% بالمقارنة مع نسبة الإناث والتي تبلغ حوالي 45%، ويحدث الشلل الدماغي لدى جميع الفئات بغض النظر عن العرق أو اللون أو الحالة الاجتماعية أو الوضع الاقتصادي.(د. الخطيب، 1992 م)
يتضح مما سبق أن نسبة الانتشار تتفاوت من مجتمع إلى مجتمع آخر وذلك بسبب التطور الاقتصادي وتقديم الرعاية الصحية المتقدمة وتوافر الكوادر المتخصصة والبرامج العلاجية والوقائية التي تحد من انتشار الإصابة بالشلل الدماغي، ونرى أن الذكور يصابون بهذه الإعاقات أكثر من الإناث نتيجة:

 لطبيعة عملهم حيث يتعرضون لإصابات على الرأس مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالشلل الدماغي.
 إن الذكور أكثر عرضة للإصابة بالالتهابات الدماغية.
 كبر حجم الرأس لدى الذكور وما يتعرض له من إصابات خلال عملية الولادة.


 أسباب الشلل الدماغي

هناك أسباب كثيرة متعددة ومتنوعة يمكن أن تسبب الشلل الدماغي، منها ما هو معروف والبعض الآخر غير معروف ويمكن أن تكون هذه الأسباب فطرية وراثية أو تكون أسباب مكتسبة، وفيما يلي عرض لأهم أسباب الشلل الدماغي المعروفة والتي تقسم إلى عوامل تحدث قبل الولادة، عوامل أثناء الولادة، وعوامل تحدث بعد الولادة.

أولا: عوامل مرتبطة بمرحلة ما قبل الولادة:
هذه العوامل تحدث منذ لحظة الإخصاب وحتى الولادة، وهي عوامل مسؤولة عن نسبة كبيرة من حالات الشلل الدماغي وتبلغ النسبة 40% من حالات الشلل الدماغي.
ومن هذه العوامل نذكر البعض منها وذلك لكثرتها وتعددها وتنوعها، والتي تحتاج إلى بحث دقيق ومطول لنتعمق فيها:

 الوراثة:
لقد أشرنا في العناصر المشتركة في التعاريف المختلفة أن الشلل الدماغي ليس وراثيا ولكن هنالك حالات من الشلل الدماغي، يمكن أن يكون للوراثة دور فيها، ولكن هذه الحالات تعتبر نادرة الحدوث حيث تبلغ حوالي 5% من حالات الشلل الدماغي قد تكون نتيجة لأسباب وراثية.

 تعرض الأم للالتهابات أثناء الحمل:
إن تعرض الأم الحامل للأمراض المعدية أثناء فترة الحمل كالإصابة بالحصبة الألمانية من شأنه أن يؤدي إلى تلف في دماغ الجنين وبالتالي حصول الشلل الدماغي.

 تعرض الأم للإشعاعات:
بسبب تعرض الأم للإشعاعات الضارة مثل أشعة إكس وخاصة في الأشهر الأولى من الحمل يؤدي إلى تلف في دماغ الجنين وبالتالي حدوث الشلل الدماغي.

 نقص الأكسجين قبل الولادة:
من أهم الأسباب التي تؤدي إلى نقص الأكسجين الواصل إلى الجنين هو التفاف الحبل السري حول عنق الجنين، وفقر الدم، بالإضافة إلى تعرض الأم للإختناقات لأسباب مختلفة كالحوادث وهذا بالطبع يؤدي إلى عدم وصول الأكسجين إلى الجنين وحصول تلف في دماغه.

 إصابة الأم الحامل باضطرابات محددة لها علاقة بعمليات التمثيل الغذائي: مثل السكري، الربو الشديد، واضطرابات القلب وتضخم الغدة الدرقية أو تسمم الحمل


 العامل الرايزيسي:
يحدث نتيجة لعدم توافق دم الوالدين، فعندما يكون دم الأم سالبا ودم الأب موجبا ويكون دم الجنين مماثلا لدم الأب تكون عند الأم أجساما مضادة وخاصة بعد الحمل بعد ويؤدي إلى تكسر في كريات دم الطفل ينتج عنه إصابة الجنين بالأنيميا واليرقان الشديد بعد الولادة مباشرة، فتترسب المادة الصفراء في حجيرات الدماغ الأوسط ويصاب الطفل بالشلل الدماغي نتيجة لإصابة الدماغ.

 الخداج:
يقصد به أن يولد الطفل قبل 140 أسبوعا من موعد الولادة الطبيعي، أو أن يولد بوزن ناقص عن الوزن الطبيعي، كأن يكون وزنه أقل من 2.5 كغم وتنتج الولادة المبكرة للأم عادة عن عوامل متعددة من أهمها النزيف، أم انفصال المشيمة، أو الالتهابات خاصة التهابات الكلى والمجاري البولية، وتشير الدراسات إلى أن هؤلاء الأطفال يولدون لأمهات صغار في السن تقل أعمارهن عن 17 سنة أو كبار في السن تزيد أعمارهن عن 40 سنة، بالإضافة إلى ولادة الأمهات اللواتي يتعاطين المشروبات الحولية أو التدخين، ويعتبر هذا العامل أساسي في زيادة نسبة انتشار حالات الشلل الدماغي.

 النزيف في دماغ الجنين:
يمكن أن يتعرض الجنين إلى نزيف في الدماغ نتيجة لتمزق الأوعية الدموية التي تغذي الدماغ أو بسبب إصابة في دماغ الجنين أثناء الحمل مما يؤدي إلى تلف في الدماغ، وبالتالي حصول الشلل الدماغي.

 نزيف الأم خلال الحمل:
إن النزيف المتكرر للأم الحامل من الممكن أن يؤدي إلى إصابة الجنين وبالتالي حصول الشلل الدماغي.(د.عبيد، 2001 م)
يتضح لنا مما سبق ذكره أن فحص الأم الحامل وفحص الجنين أمر مهم جدا وذلك لتلافي وقوع أي إصابة سواء بأمراض أو إعاقات، ولذلك فعلى الأم الحامل تجنب تلك أسباب السابقة الذكر قدر الإمكان وهذا سوف يؤدي كذلك إلى التقليل من نسبة المصابين بالشلل الدماغي.






__________________
لا يوجد شىء اسمه صعب ، ولا يوجد شىء اسمه مستحيل ... نحن من نصنع الصعب والمستحيل