ليس في حياة الإنسان نعمة تقرّ بها النفس أعظم من نعمة الصلاح في الزوجة والأبناء؛ ولذا فإن من دعاء عباد الرحمن (ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماًلا ينكر أحد ما للزوجة الصالحة من الأثر الحميد في استقرار البيت، وانتظام عقد الأسرة، وتسيير دفة الحياة، وما لوقوفها وراء زوجها تعينه في كل شدة، وتخفف عنه كل كرب وتجسد في نفسه الآمال....
ولكن بعض الزيجات تنتهي إلى الطلاق رغم قسوته، والزوجة وحدها تخرج منها ضحية، وحدها تتحمل النتائج. أسئلة وأسئلة تحيط بها ونظرات المجتمع وكأنه يعاقبها على جرم لم تفعله، وخوف من الأقدام على تجربة أخرى!..
المرأة المطلقة تعي أن الستار لم يسدل بعد على حياتها الزوجية السابقة، لأن تفاعلات الأحداث التي قادت إلى الطلاق لا تزال عالقة في ذاكرتها، ولا تزال المرارة في نفسها على الرغم من الشعور الظاهري بالارتياح وتبدأ تحديات الحياة الجديدة بكل أبعادها ومنها:
بعض المجتمعات تنظر إلى المطلقة على أنها امرأة منبوذة، ولا يمكن الوثوق بها، مهما كانت ظروف طلاقها. والبعض ينظر إليها نظرة شك دائمة تسبب لها نوعاً من المعاناة النفسية، وكذلك القيود المجتمعية والممنوعات الكثيرة التي تفرض على المطلقة من قبل الأسرة والإخوان الذين يعاملونها بحذر ويراقبونها، بسبب خوفهم عليها، وحتى يتمكنوا من إيجاد فرصة أخرى لها.
فإذا صار المجتمع يمنع الطلاق ويجبر الفرد على تحمل العذاب، فسوف يؤدي ذلك إلى انحرافات وكره الآخرين، وسوف يجر إلى مشاكل وصراعات ويزرع بينهما البغضاء والعداوة؛ مما يؤدي إلى إخراجهما عن جادة الحق،وتنامي بذرة العداوة في قلب كل منهما، حتى يصبح علاج المشكلة متعذراً، وأكبر مثال على ذلك المجتمعات المسيحية التي منعت الطلاق بأي شكل من الأشكال؛ فغالباً ما يعيش الزوجان المختلفان حالة انفصال وتباعد رغم عدم الاعتراف بذلك من الناحية الرسمية وكثيراً ما يلجأون إلى الزوجات والأزواج غير الرسميين.
وبناءً على ذلك فإن أصل الطلاق من الضروريات التي لا يمكن إلغاؤها بأي وجه من الوجوه، ولكن ينبغي أن لا يصار إلى ذلك إلا في الحالات التي يتعذر معها مواصلة العلاقة الزوجية والحياة المشتركة
يجب أن يتم الطلاق بعيداً عن الصخب، ووفق أصول صحيحة، ويجب أيضاً أن تحفظ فيه الحقوق واللياقات؛ لكي تكون الأرضية صالحة ومهيأة للعودة والرجوع، إذا ما قرر الطرفان الرجوع إلى الحياة المشتركة فيما بعد؛ فإن العودة إذا تمت في جو مظلم ملبد بالخلافات والمآخذ، فسوف لا تكون عودة موفقة، هذا إضافة إلى ما يمكن أن تترك من آثار ليس فقط على الزوج والزوجة، وإنما تتعداهما إلى الأقرباء وإلى الأطفال، في حين يتوجب على كل طرف منهما أن يلتفت إلى نفسه،فيسعى للشروع في حياة جديدة وتشكيل أسرة جديدة.
ومشكور أخوي عاشق على طرح الموووضوع ويعطيك العافيه