نعود لأحبتنا جميعاً ونتواصل مع حلقة جديدة من رحلة ماليزيا
وستكون جلها في
" مدينة بينانج "
كانت رحلتنا الداخلية نحو مدينة بينانج عبر الطائرة تقدر بحوالي أربعون
دقيقة طيران .. وكانت بالنسبة إلينا فسحة بالمقارنة مع الرحلة الطويلة التي
قدمنا بها إلى ماليزيا .
مطار بينانج بسيط ولكنه لايخلو من الترتيب والنظام والنظافة مما يريح النفس
كذلك التعامل الرائع من الموظفين .. تجد عند خروجك من المطار طابور من
مندوبي المكاتب السياحية الحاملين للافتاتهم التي تنتظر وصول أشخاص
بعينهم متفق مسبقاً على استقبالهم أو تقديم خدماتهم للوافدين من السياح وغيرهم ..
بالطبع الفيصل كان ينتظر أن يجد أسمه مرفوعاً على لوحة ما بيد ما حسب
ماهو متفق مع المكتب السياحي بجدة والمسافر من خلاله ببرنامج معد سلفاً ..
ولكن ظللت أرقب تلك اللوحات لعل اسم الفيصل بينها وللاسف الشديد لم يظهر
أو يبان مثل قصة شهريار ههههههه
هنا تقدمت مني موظفة المطار لتسألني عن حاجتي وحال أن علمت بحاجتي
فقط لوسيلة نقل إلى الفندق وأنني أنتظر مندوباً لنقلي للفندق بدأت توجهني
نحو مكاتب استئجار سيارات الأجرة طالما أن لدي حجز مسبق بالفندق ..
فقلت لها نحن العرب متعودون على الأنتظار فلابأس لعل الغائب حجته معه ..
ولكن يبدو أنني استسلمت لغياب المندوب فعندها قطعت تذكرة ركوب سيارة
أجرة للفندق وحقيقة أن هذه كانت النقطة السلبية الوحيدة في البرنامج المقرر
لنا بماليزيا غير مكتملة أما فيما بعد فلقد أوفى الماليزيون بحق بكل محطات
البرنامج من تنقلات وجولات حرة في كل الأماكن .
بينانج مدينة جميلة تميز باكتساح اللون الأخضر لكل شبر بها عدا الشواطىء
بالطبع .. الفنادق متعددة بها منها ماهو يقع على الشاطىء والبحر مباشرة
ومنها من هو على سفح تلة أو بوسط المدينة ....الخ
العملة الوطنية هي الرينجت كما أسلفنا تعادل الريال السعودي والدرهم
الإماراتي تقريباً .. الأسعار لاتبعد كثيراً عن مالدينا بالسعودية في جانب
المشتريات بعكس الفنادق أقل طبعاً والخدمات السياحية عموماً أوفر فقط
تذاكر القدوم إلى ماليزيا مكلفة وهي ماتجعل السعر مرتفعاً نوعاً ما ..
بينانج كانت تعرف بأسم مدينة ( جورج ) فيطلق عليها جورج تاون نسبة
إلى الملك البريطاني إبان الإحتلال لهذا الجزء من البلاد بينما كان البرتغاليون
يحتلون كوالالمبور وغالبية مناطق ماليزيا ... يوجد ببينانج قصوراً بريطانية
مازالت تعمل حتى الآن كفنادق ومواقع سياحية وبحالة جيدة وعمرها يتجاوز
المائة عام بكثير ..
بينانج تتميز بأكثرية صينية في سكانها حيث يبلغ تعداد سكانها مليون
ومائتان ألف منهم 60% صينيون و30% ملايو وهنود والباقي تتوزع على
الاقليات الأخرى .
بيننانج لايتواجد بها سلطان شأنها شأن المدن والولايات الأخرى حيث
تتوزع على البلاد أكثر من أحد عشر اسرة حاكمة تتبوأ درجة السلطنة بكل
ولاية .. ولكن ببينانج يوجد حكومة فقط .
الطبقية ببينانج واضحة وجلية فهناك فئة الأغنياء وغالبيتهم الكاسحة من
الصينيون وهناك طبقة ذوي الدخل المحدود البسطاء .
شواطىء بينانج على روعتها حيث تصنف من أفضل شواطىء العالم كما
سمعنا إلا أنها ليست نظيفة تماماً بفعل مخرجات المصانع والتي تتميز بها
بينانج كمدينة صناعية مميزة بماليزيا .
طرقات المدينة ككل تحيط بها الخضرة في لوحة رائعة
من أهم الأماكن السياحية الجميلة في بينانج ( حديقة القرود _ حديقة الطيور
_ حديقة الزهور _ الشلالات _ هضبة بينانج _ أماكن التسوق المتعددة _
الشواطىء ...الخ )
] " حديقة القرود "
هذه وحدها تحفة طبيعية رائعة ومنسقة بشكل رائع وعجيب مفتوحة وتعد
كمحمية طبيعية وتشاهد القرود تتحرك بأمان حواليك وتسير معك بل
وتلاعبك دون خوف من الجميل قضاء بها وقت ممتع ويوم ممتع في ظل
اتساعها وأريحية وجمال مناظرها .
المساجد قليلة ببينانج بحكم الأكثرية البوذية ولكن من أهم مساجد
المدينة هناك مسجد الملك فيصل يرحمه الله الذي بناه على نفقته وهو
من معالم بينانج البارزة وهناك مسجد أخر كبير يقع بوسط المدينة
كما فهمت من سائق التأكسي المسلم بأنه بني على نفقة أهل الخير
من المسلمين وجزء منه ساهمت به الحكومة ..
وهكذا غالبية المساجد تجدها مقامة على نفقة أهل الحي أو المدينة الواقع بها .
الدراسة ببينانج شبة منفصلة البنين عن البنات بل وكذلك تجد للصينيون
مدارسهم الخاصة بهم وكذلك الهنود والملايو ...الخ ... يجتمع الجميع
في التعليم الجامعي المختلط بجامعة بينانج والتي يدرس بها حالياً
حوالي 17 ألف طالب وطالبة ولها تصميم عجيب ورائع من حيث موقعها
وتشكيل مبانيها .
وهنا سأختم بالحديث عن بينانج تلك المدينة الحالمة الرائعة بمنظر بديع
وفقت في التقاطه حقيقة وكان ذلك في بداية يوم غائم جميل والناس
تقريباً لم يبدأون بالتوافد على الشاطىء حيث كنا نغزو الشاطىء في
أوقات التبكير عند خلوه لروعته وهدوئه ..