السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-•✵ #حديث_اليوم ✵•-

سُئِلَ أنسُ بنُ مالِكٍ : أخضَبَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ؟ قالَ : " إنَّهُ لم يرَ منَ الشَّيبِ إلَّا نحوَ سبعةَ عشرَ ، أو عشرينَ شعرةً في مقدَّمِ لحيتِهِ "

الراوي : حميد بن أبي حميد الطويل. المحدث : الألباني. المصدر : صحيح ابن ماجه. الصفحة أو الرقم: 2940. خلاصة حكم المحدث : صحيح.

https://youtu.be/rI3qNk6beEg
—•✵-•-✵•—


-•✵ من دل على خير
فله مثل أجر فاعله ✵•-


#شرح_الحديث : ♥

الشَّيبُ نورُ المُسلِمِ ووَقارُهُ، يَمنعُه الغُرورَ والطَّرَبَ، ويَجعلُهُ أميَلَ إلى الطَّاعة والتَّوبَةِ، وفي هذا الحَديثِ بيانٌ لصِفةٍ مِن صِفاتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وشَميلةٌ مِن شَمائلِهِ؛ حيثُ سُئلَ أنسُ بن مالكٍ: هلْ خضَبَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ؟ أي: هلْ غيَّر لونَ شَيبتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشيءٍ مِن الحنَّاءِ أو غَيرِ ذلكَ؟ فأجابَهُ أنسٌ بما رآهُ فقالَ: "لم يكنْ رأَى الشَّيبَ إلَّا"، أي: لمْ يَكثُرِ الشَّيبُ في شَعرِهِ، ولم يُخرجْه عن سَوادِهِ وحُسنِه، إنَّما كانَ شَيئًا يَسيرًا؛ فالنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تُوفِّيَ وفي رأسِه ولحيتِه عُشرونَ شَعرةٍ بَيضاءَ، ثمَّ يُبيِّنُ أنسٌ أنَّ الذي خضَبَ إنَّما هو أبو بكرٍ وعُمرُ، خضَبَا "بالحِنَّاء"، وهوَ نَباتٌ مَعروفٌ جعَلَه النَّاسُ للخِضابِ، و"الكتْمُ" نباتٌ يُخلَطُ بالحنَّاءِ فيُصبَغ بهِ الشَّعرُ؛ ليَبقى لونُه.
وفي رِوايَةٍ لهذا الحَديثِ: لَمَّا سُئلَ أنسٌ عن شَيبِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ- قال: "ما شانَه اللهُ ببَيضاءَ"، أي: ما كَثُر البَياضُ فيُشانُ به، أي: يُعابُ، أو أنَّ تِلك الشَّعراتِ البِيضَ لم يَتغيَّرْ بها شيءٌ مِن حُسنِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فلم يَكُنُ ذلك في حَقِّه يُعَدُّ شَينًا، ولا نَقَصتْ مِن جمالِ شأنِه، بلْ زادَ به وقارًا وجمالًا وهيبةً، وكانَ أنسٌ يَعني الشَّيبَ الأبيَضَ النَّاصعَ، وهذا لا يُنافي وُجودَ شَعرٍ أبيضَ.