رد: احتاج نصايحكم
أقدم نصائحي كالتالي:
1. حياتك الزوجية ميثاق غليظ، وعلاقة خاصة، ولها ظروفها الخاصة التي لا تشبه الآخرين والأخريات، لذلك لا تقارني حياتك بحياة غيرك، وبهذا تكونين سعيدة، أنت لك ظروفك الخاصة، وزوجك له ظروفه كذلك، فإن كانت علاقتكما ممتازة، فلا تخدشيها بالمقارنات، فقد تكونين أسعد من تلك التي تنصحك أن تأخذي حقوقك، وقد تكونين أسعد من تلك التي تعيش في قصر ورفاهية، السعادة ليست في الظواهر، ولكنها في القلوب والمخابر والضمائر.
2. العلاقة بين الزوجين علاقة تكامل ومحبة ورحمة، وليست علاقة حقوق أو سباق أو انتصار، فلا تفكري في حقوقك قبل أن تفكري كيف تكملي الجزء الناقص من زوجك، وتبحثي عن كمالك بين أضلعه وفي ثناياه.
3. الزوج كائن بشري تعتريه النواقص، فلا تبحثي عن الكمال في بشر، واعلمي أن النقص الموجود فيه، يقابله كمال من جهة أخرى، والكمال الموجود الذي ترينه في غيره يقابله نقص في جهة أخرى، ولن تجدي زوجًا مكتمل الصفات، ولكن استمتعي بجوانبه الجميلة، واصبري على نقصه وكمليه.
4. كوني لزوجك أرضًا يكنْ لك سماءً، هو يسقي شجرتك وأنت تظلينه، املئي خزانة محبته يفيض عليك هو منها، اعتبريه مصرف (بنك) حب وليس مصرف مال، ضعي في حسابك لديه حبك وخدمتك، ستجنين ما زرعتيه في أرضه، قد يتأخر أحيانًا لكنه حيتما سينبت ويورق ويثمر، لماذا قد يتأخر أحيانًا؟ لأن بعض الأزواج قد يأتي بهذه النفسية التي تحمل بين ثناياها هذا الظن، فيكون تربى، أو نُصح أن يكون رجلاً له سلطته القوية على المرأة، وأن لا يسمح لها أن تمتطيه، فيراك هينة لينة طيعة، ولا يرى فيك هذا النفَس والسباق ومحاولة السيطرة كما كان يظن، فتخور قواه أمام ضعفك، ويخنع أمام تذللك، وتبهته رقتك، فتمتصين سطوته في إسفنجتك.
5. لا تتمنعي، ولا تبتذلي نفسك، كوني وسطًا، فإن المتمنعة تصنع في زوجها الكبرياء ومحاولة الامتطاء بقوة، فإن طبيعة الرجل فيها شيء من العناد، والمبتذلة نفسها تكون رخيصة، ويستطيع الزوج أن يذلها، أظهري له الحب ولا تكتميه، ولكن بقدر ما تشعرين أنه يجذبه إليك، ولا يَظهر منك أنك المتيمة بحبه، إلا إذا رأيتيه كذلك هو متيمًا بك، وفي هذه الحال تنطفئ النار المحرقة، وتبقى النار الهادئة التي يستدفئ بها الزوجان.
6. من أبواب قلب الزوج، بطنه وفرجه، فاحرصي على طعامه، ولا يتأخر، أو يشعر بإهمالك له في هذا الجانب، فإنه في هذه الحال، قد يجوع لا جوع بطن، ولكن شعورًا بالإهمال، ويجوع عاطفة. وكذلك فرجه لا تهمليه، فإن حاجة الرجل للعلاقة الخاصة بين الزوجين، أكبر من حاجة المرأة، تعلمي فنونها، وشاركيه الحب والكلمات الجميلة واللمسات الحانية، وأشعريه بالرضا، فلا تكوني مجرد خرقة ملقاة على السرير، كوني كائنًا حيويًا مليئًا بالحياة، واعلمي أن في العلاقة الحميمة أمران مهمان للرجل، أولهما: إشباع غريزته الفطرية، والثاني: إشباع حاجته العاطفية، فإنه إن جاع في أحدهما بحث عمن يشبعهما غيرك.
7. قد يكون في زوجك أخطاء وتجاوزات عليك أو على نفسه، أو على ربه، إما غضوب، أو يشاهد مشاهد محرمة، أو ضعيف في طلب الرزق أو غير ذلك، ليكن لك دور مساعد، وليس دورًا مطالبًا متشنجًا، ربما يكون حريصًا على إصلاح حاله، لكن نفسه الأمارة بالسوء تغلبه، فكوني خير معين، لا تفرحي بزلته لتسجليها في خانة أخطائه فتواجهيه بها، بل غضي النظر عما تستطيعين لئلا تجرحي فؤادك، ولكن مع ذلك وجّهيه بدون أن يكون بصفة مباشرة، يمكن أن تعرضي عليه مساعدتك إذا رأيت ذلك مناسبًا، ومجرد التأنيب واللوم والتقريع لا يصلح حاله، فإن كان مقصرًا في الصلاة، فقدمي له النصائح، وأخبريه أنك ترغبين أن يكون وقت الصلاة في المسجد، لا في البيت، وأن وجهه بعد الصلاة خير من وجهه قبلها، وأهمها صلاة الفجر، لا مانع أن يستمتع منك بقُبلة بعد الصلاة تشعره بفرحك بأدائه لهذه الشعيرة العظيمة، وإنما خصصت الصلاة لأهميتها على غيرها، ولكن لا يكن تعاملك معه في هذه الأمور كما تتعاملين مع ابنٍ لك، أو تلميذ، فإنه إن شعر أنك تحاولين تربيته، ربما ركب رأسه وعاند، تحتاجين كثيرًا من الحكمة لمعالجة أخطائه أو التخفيف منها.
8. تدخل الأسرة في حياتكما كثيرًا ما يكون سببًا في التفكك الأسري، فإن من شأن الوالدَين الرأفة بابنتهما، وحرصهما عليها، فإن كانا أو أحدهما يفتقدان الحكمة، خربا الأسرة بحجة أخذ حق ابنتي، ولا تلجئي لهما إلا في حال انسداد الطرق مع زوجك، ويكون اللجوء إليهما لجوء استشارة إن كانا مناسبَين لها، ولو رأيتيه –لا قدر الله- يتعدى عليك بالضرب –مثلاً- أو يفعل أي فعل محرم كشرب خمر أو ترك صلاة أو تعاطي مخدرات، فلك الحق في الالتجاء إليهما ولو لطلب الطلاق إذا أعيتك الحيل.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا
مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.
مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.