السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-•✵ #حديث_اليوم ✵•-
أن النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يومًا يُحَدِّثُ، وعِندَه رجلٌ من أهل البادية : ( أن رجلًا مِن أهلِ الجنَّةِ استأْذَنَ رَبهُ في الزَّرْعِ، فقال له : ألستَ فيما شِئتَ ؟ قال : بلى، ولكني أُحِبُّ أنْ أزْرَعَ، قال : فبَذَرَ فبادَرَ الطَّرْفَ نباتُهُ واسْتِواؤُهُ واستِحْصادُهُ، فكانَ أمْثَالَ الجِبالِ، فيقول الله : دونكَ يا ابنَ آدمَ، فإنه لا ي يُشْبِعُكَ شيءٌ ) . فقال الأعرابيُّ : والله لا تجِدُهُ إلا قرشيًا أو أنصاريًا، فإنهم أصحابُ زرعٍ، وأما نحنُ فلسنا بأصحابِ زرعٍ، فضحِكَ النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2348 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
https://youtu.be/tx3vDMz2k24
—•✵-•-✵•—
-•✵ من دل على خير
فله مثل أجر فاعله ✵•-
#شرح_الحديث :🌱🌧
{لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاؤُونَ} [النحل: 31]، فكلُّ ما يُريده أهلُ الجنَّة يكون واقعًا حقًّا بوَعْد الله الَّذِي لا يُخلَف، وفي هذا الحديثِ يُخبِر النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّ رجلًا من أهل الجنَّة استأذَنَ المَوْلَى سبحانه وتعالى أن يَزْرَعَ في الجنَّة، فقال له الله تبارك وتعالى: «أَلَسْتَ فِيما شِئْتَ؟» يعني: ألستَ تتقلَّبُ في النعيم؟ قال الرَّجُلُ: بَلَى، ولكنِّي أُحِبُّ الزَّرْعَ، فوَضَع الرَّجُلُ البُذُورَ، فبَادَرَ الطَّرْفَ نَباتُه واستِواؤُه واسْتِحصادُه، أي: أَسْرَعَ نَباتُ هذا الزَّرْعِ حتَّى كان أسرَعَ مِن طَرْفِه، يعني مِن ارتِدادِ حَرَكَةِ عينِه، فأَسْرَعَ النباتُ بالخروجِ والاستِواءِ والاشتِدادِ حتَّى وصَل إلى الحال الَّتِي يُحصَدُ عندَها، فكان مِثْلَ الجبالِ في ضَخامتِه، ثُمَّ قال تعالى: «دُونَك» يعني: خُذْه «يا بْنَ آدَمَ، فإنَّه لا يُشْبِعُك شيءٌ»، ولا يُفهَم مِن قولِه: «فإنَّه لا يُشبِعُك شيءٌ» أنَّ الجنَّةَ يَحصُل فيها حاجةٌ وجُوعٌ، ولكنْ يَدُلُّ على أنَّ نَفْسَ الإنسانِ فيها مِن الشَّرَهِ فوقَ ما تَحتاجُه، وقولُ الأعرابِيِّ: «واللهِ لا تَجِدُهُ إلا قُرَشِيًّا أو أَنْصَارِيًّا، فإنَّهم أصحابُ زَرْعٍ، وأمَّا نَحْنُ فلَسْنا بأصحابِ زَرْعٍ» مِن باب المُزاحِ، وأنَّ هذا الرَّجُلَ ليس من الأعرابِ، وإنَّما هو من أهلِ الزَّرْعِ في الدُّنيا، فضَحِك النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم.