
{إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ} -.... السرقة عند الأطفال
[size=4]{إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ} - السرقة عند الأطفال
حادثة سرقة وقعت بالفعل في شارعنا هذا..
ليتها كانت من أحد المجرمين .. أو أحد اللصوص .. فلربما كان ذلك أهون كثيرًا على النفوس.
ولكنها وقعت للأسف في البيت المسلم، وكان المجرم فيها هم الأبناء الثلاثة الصغار، الذين كان أبوهم يذهب بهم إلى المسجد لحفظ القرآن.
كان الجزاء أن سرق هؤلاء الأبناء الثلاثة أباهم المسكين وأمهم الحانية .. أهذا جزاء الإحسان .. هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟
يحكي الوالد فيقول:
كنت في حالة متعسرة من الديون .. فكنت أجمع المال لسداد هذه الديون وأضعه في درج المكتب في غرفتي الخاصة، وفجأة بدأتُ أشعر أن المال ينقص مرة
بعد مرة، انهارت أعصابي وبدأتُ أشك في نفسي .. هذا المال .. لم أحصل عليه إلا بالكد والتعب يضيع هكذا .. ثم إنه أمانة أحفظها لسداد الديون التي أثقلت كاهلي.
تمر الأيام والمال ينقص تدريجيًا .. بدأتُ أشك في زوجتي وأوشكت علاقتي معها على الانهيار بسبب هذا المال.
وكانت الصاعقة عندما سمعت صراخ زوجتي في أحد الأيام، فأسرعت إليها فإذا بها تلتقط جزءًا من هذا المال سقط عفوًا من ابني الصغير .. فسألته في دهشة
من أين لك هذا المال؟ فسكت أولاً ولم يجب فبدأت الصراخ ثم الضرب حتى أقر بكل شيء واعترف بجنايته.
لقد كانت مؤامرة .. تآمر أبنائي علي .. أبنائي الثلاثة الصغار [الأطفال] الذين لم أقصر لحظة في حقهم، سرقوا مالي سرقوا مبلغًا كبيرًا من درج مكتبي،
هكذا بلا مبالاة وراحوا ينفقون هذا المال بنشوة وسعادة على أصدقائهم في المدرسة، وزاد الطين بلة أن جاءني الخبر بعدها أن المشرفة ضبطت مع أحد أبنائي
الصغار 50 جنيهًا فتعجبت وأخبرتني بذلك.
لم أتمالك نفسي وعاقبتهم بأسوأ صنوف العذاب .. حرمتهم من الطعام والشراب أيامًا وأيامًا.. وعندما أردت أن أطعمهم أجلستهم على الأرض يأكلون أردأ
أنواع الطعام، قصصتُ شعر رؤوسهم حتى يعلموا أنهم بهذه الفعلة الشنعاء أصبحوا مجرمين، عاملتهم كما يعامل السجان سجينه، كل يوم ينالون مني صنوف
العذاب، والضرب الذي أثر في أجسادهم .. لأنني أرى أن هذا هو الحل الوحيد .. لقد أفرطت في تدليلهم فكانت هذه هي النتيجة، فلن ينفع الآن إلا القسوة
والشدة . لقد فشلت في تربية أبنائي ولا أدري ما السبيل، ولطالما تنهال الدموع على خدي عندما أقرأ في كتاب الله سورة يوسف عند قوله تعالى: {إِنَّ ابْنَكَ
سَرَق} [يوسف:81]....منقول
[/size]