في الوقت الذي تأخذك في هذه المناطق الى تذكر المواقع التي صورت فيها ثلاثية فيلم ملك الخواتم والتي عادت الى سيرتها الاولى بعد الانتهاء من تصوير الفيلم. بعدها تصعد بالسيارة المصفحة التي تقودها سيده تملك من الحنكة في القيادة ما لا قد يملكه الرجال، الى اعلى سفوح الجبال عبر طريق متعرج تم تمهيده خصيصا لهذا النوع من الرحلات على مدى عامين متصلين، الى ان تبل متصف الطريق تجد نفسك على ارتفاع 1500 متر عن الارض لتقرر بنفسك العودة الى البشر.
رحلةالىالمراعي
تشتهر نيوزيلندا بالاضافة الى جمال الطبيعة بخصوبة تربتها والتي باتت مرتعا مناسبا للاغنام والابقار التي تنتشر في شتى بقاع الجزيرتين الجنوبية والشمالية، لهذا كان لابد من الذهاب الى احدى المزارع الخاصة للتعرف على طريقة تربية الاغنام.
لهذا تقوم الشركات الساحية بتنظيم رحلات بحرية تأخذك عبر بحيرة واكتيبو الى مزرعة ولتر بيك الذي يقدم للزوار وهو يرتدي زي رعاة الاغنام شرحا مفصلا عن حياة الاغنام وكيف يتعامل معها وحده من خلال كلبه الصغير الذي يقوم بجمع الاغنام من المزرعة واحضارها الى حظائرها والحفاظ عليها كل ذلك امام اعين الحاضرين، ليبدأ بعد ذلك تقديم دروس عملية في كيفية حلاقة شعر الاغنام بماكينات مخصصة ومقص من صنعه، ليطلب من احد الحضور مشاركته في هذه العملية.
وعلى الرغم من أنها تعادل في مساحتها دولة كبيرة مثل بريطانيا إلا أن عدد سكانها لا يزيد على أربعة ملايين نسمة.. إنها نيوزيلندا التي تعد أقل دول العالم ازدحاما، وهو الشيء الذي يجعلها مقصدا مثاليا لهؤلاء الباحثين عن الهدوء والاسترخاء بعيدا عن الأجواء الصاخبة التي تسيطر على معظم بل جميع دول العالم تقريبا.
ولكن ليس الهدوء والسكينة هما السمة المميزة الوحيدة وعامل الجذب الوحيد في هذه الدول، فنيوزيلندا تتمتع بسلسلة رائعة من المناظر الطبيعية الخلابة المتمثلة في سلاسل شاهقة من الجبال وعدد كبير من فوهات البراكين والسواحل الممتدة والأزقة البحرية والغابات الممطرة والسهول العشبية التي لا نهاية لها. وعلاوة على ذلك فإن أراضي الدولة تعتبر مكانا خصبا لهؤلاء الباحثين عن المغامرات.
بلد الفصول الأربعة
وتتمتع الدولة بمناخ معتدل مع تغييرات طفيفة في الطقس من موسم لآخر، مما يجعلها صالحة على مدار العام لاستقبال الزوار. إلا أن مناخ فصول السنة فيها يأتي على العكس من نظيره في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وهذا يعني أن أدفأ فصول السنة يكون في أشهر ديسمبر ويناير وفبراير وأبردها في يونيو ويوليو وأغسطس.
وواقع الأمر أن فترة الشتاء قصيرة ويغلب المناخ المعتدل الدافئ على معظم أشهر السنة. ويطلق على نيوزيلندا بلد الجمال والهواء النقي والأماكن الطبيعية التي لم يلوثها الإنسان بتدخله، فعند الوصول إليها يشعر السائح بأنه هرب من العالم الصاخب إلى الطبيعة والحياة البرية البكر، فأكثر من ربع مساحة البلاد هي متنزهات قومية محمية، ويأتي هذا في محاولة من الحكومة لحماية البيئة الطبيعية النادرة لهذه الدولة وصونها من أجل الأجيال الآتية.
والحياة البرية دائما قريبة من السائح داخل أراضي هذه الدولة، حتى وهو موجود داخل المدن الكبيرة، فسياحة المغامرات هي الوجه الرئيس للسياحة في هذه الدولة، إلا أنه على الرغم من ذلك لا توجد حيوانات خطرة تهدد حياة البشر. ومن أجل التمتع بسياحة المغامرات داخل هذه الدولة فعلى المرء أن يلجأ إلى مرشدين مختصين في هذا النوع من الرحلات، حيث يوجدون بكثرة داخل البلاد وبأسعار معقولة.
وتأتي رياضات التزحلق على الجليد لتمثل جزءا مهما من مقومات الجذب السياحي في نيوزيلندا التي تعرف بأنها أحد مقاصد هواة التزحلق على الجليد في العالم، إذ تضم 12 منطقة تزحلق جليدي تجارية و12 ساحة داخل عدد من الأندية مخصصة للتزحلق، إلى جانب توافر عدد كبير من مدربي هذه الرياضة. وأشهر هذه المناطق هي تلك الواقعة في الجزيرة الشمالية، حيث تعد إحداها الأكبر مساحة في الدولة كلها.
وإلى جانب رياضة التزحلق على الجليد التي تجتذب العديد من سياح العالم، تأتي رياضة تسلق الجبال لتحتل مكانة كبيرة في صناعة السياحة داخل نيوزيلندا، فهذه الدولة تحتوي على سلسلة كبيرة من الجبال الشاهقة، وأشهرها جبال الألب الجنوبية الموجودة على الجزيرة الجنوبية للبلاد.
وهذه الجبال الرائعة تحتوي على أعلى قمم الدولة، ومنها قمة جبل كوك التي يصل ارتفاعها إلى 3764 مترا. وعلى الرغم من أن الجبال النيوزيلندية ليست الأعلى في العالم إلا أنها تمثل تحديا كبيرا لكبار متسلقي الجبال بسبب كمية الثلوج التي تغطيها والتي بالتالي تتطلب متسلقين على مستوى عال من المهارة والكفاءة ومجهزين بالوسائل الكافية التي تساعدهم على مواجهة المصاعب التي يمكن أن يتعرضوا لها أثناء عملية التسلق.
وواقع الأمر أن هذه القمم الجبلية لا تصلح للهواة من المتسلقين، فهؤلاء يحتاجون إلى مرشدين يصطحبونهم إلى تلك المناطق الخطرة، وهناك العديد من المدارس والشركات التجارية المتخصصة بتقديم هؤلاء المرشدين. ويمتد موسم تسلق الجبال من شهر نوفمبر إلى شهر مارس، إلا أنه حتى في أشهر الشتاء فإن هذه الجبال الشاهقة لا تخلو من محبي هذه الرياضة المثيرة. ومعظم عمليات التسلق تحدث في منطقة
West land وقمة Mount Cook، وهناك العديد من المواقع الأخرى إلا أن هاتين المنطقتين هما الأشهر.
وإلى جانب هذه الرياضات الجذابة فإن نيوزيلندا بطبيعتها الجغرافية المتميزة تزخر بعدد كبير من المناطق الطبيعية الخلابة والمعالم التي يصعب على الفرد نسيانها بمجرد الذهاب إليها لمرة واحدة فقط. ومن ضمن هذه المعالم الساحرة هناك بحيرة تاوبو، والتي تعد أكبر بحيرات نيوزيلندا، وهي التي شهدت أكبر انفجار بركاني عرفه العالم.
وهناك أيضا متنزه تونجاريرو القومي الذي يحتوي على ثلاثة براكين، وكذلك جبل تاراناكي الذي يمثل قمة بركانية شاهقة يحيطها سياج من الأراضي العشبية الخضراء، إضافة إلى جلمود صخري عملاق داخل شاطيء مويراكي.
وسلاااااااااااامتكم