السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخيتي أحسب أن فيك بذرة طيبة و الله حسيبك
بدليل نفسك اللوامة و ندمك و نفورك من الحرام
فتعهدي تلك البذرة و نمها و اسقها تتحول إلى جنة غناء و تجدي سعادتك في نفسك و جنتك في قلبك
ولا تهمليها فتجف و تموت و تذبل فيقسو القلب و يصبح صحراء قاحلة و تعتاد النفس على المعصية فلا تعود تنكرها
اقطعي كل طريق للحرام بدأت بحذف البرامج و هذا ممتاز فلا تترددي في قطع المكالمات والقطع مع كل الماضي بمعاصيه
و أقبلي على الله على الرّحمن الرّحيم بتوبة صادقة و حب و خوف و رجاء و ستجدين أنسك بقربه و سعادتك في طرق بابه وحده الرب جل جلاله يا غاليتي من إذا خفناه أنسنا به و قربنا إليه على خلاف المخلوقين الذين إذا خفناهم استوحشنا منهم و هربنا ففري إلى الله و خافيه في سرك وعلانيتك يكفيك ما أخافك و أهمّك و أحزنك
فإنه إن رضي عنك أرضى عنك خلقه و أغناك بفضله عمن سواه
و تذكري يا أختي أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء و لا يعجزه قلب زوجك أن يأتيك به و يسخره لك فاطرقي بابه بالدعاء بيقين تأتيك الإستجابة و تدهشك والله فإن الكريم إذا أعطى أدهش لا تيأسي و لا تقنطي من رحمة الله
هو قريب يعلم سرك و يسمع نجواك و يفرح بتوبتك و عودتك و إنابته إليك
تخيلي الرحمن يفرح بتوبتك وهو في غنى عنها سبحانه فهل استشعرت كم هو رحيم بعباده
فلا تجعليه أهون الناظرين إليك و تخيلي إذا راودتك نفسك على المعصية أنك تعصينه في أرضه و تحت سمائه و هو مطلع عليك و يراك فماذا لو قبض روحك و أنت على تلك الحالة
لو علمت أن اباك أو أخاك أو أحد محارمك يرقبك و أنت على حال من المعصية و الفجور لجمد الدم في عروقك فماذا لو كان الجبار هو رقيبك فلا تجعليه أهون الناظرين إليك
و اعلمي أنك غالية عزيزة أغلى و أعز و أرفع و أجل قدرا من أن تكوني لذة في حرام لكل عابث و لا تصدّقي معسول كلامهم و نسيج أوهامهم فإنهم متى ما قضوا الوطر من فريستهم رموها رمي الكلاب و بحثوا عن غيرها
و الله يا حبيبة لا سعادة في معصية الله بل الشقاء كل الشقاء و الله تبارك و تعالى يقول (و من أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا)
و تلك الطريق نسأل الله لنا و لك السلامة و الهدى و التقى و العفاف مستنقع عفن من علقت قدماه فيه فلن يجني سوى خزيا في الدنيا و الآخرة إلّا من تاب فيتوب الله عليه
ولا شيء في هذه الدنيا يستحق منك أن تخسري دنياك و آخرتك من أجله بفضيحة و خزي و عار في الدنيا و شقاء و نار و العياذ بالله في الآخرة فصوني نفسك و احفظيها عن ذلك الطريق و أرضي ربك يسعد قلبك
أسأل الله أن يلبسك ثوب العفاف الذي يرضى به عنك و أن يسخر لك قلب زوجك و أن يلقي محبتك في قلبه و أن يزينك في نظره و أن يبسط لك القبول عنده و أن يقر عينه بك و أن يجعله لك سكنا و أن يألف بينكما و يجمعكما على خير و أن يرزقكما عيشة هنية و ميتة سوية و مردا غير مخز ولا فاضح و أن يجنبكما الفواحش و الفتن ما ظهر منها و ما بطن
أكثري من الاستغفاريا حبيبة و حافظي على صلاتك فإنها تنهى عن الفحشاء و المنكر و اشغلي وقتك بما ينفعك من ذكر و قراءة قرآن و هوايات مباحة تسليك حتى يقلّ إحساسك بالفراغ

أستودعك الله

__________________