السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

اخوتي واخواتي في الله.

اعرض عليكم بشكل سريع مشكلة عمتي العزيزة.
قبل ثمانية و عشرين سنة حصل الطلاق
نعم لا تستغربون كما حصل لي.هي مدة طويلة جدا و ستستغربون اكثر لو علمتم انها تزوجت في سن السادسة عشرة دون اختيار منها او ادنى مشورة,و لم يدم زواجها بابن عمها اكثر من سنة ليتم بعدها الطلاق.
كان يكبرها بسنتين فقط ,لكن كان يحبها جدا جدا و كان يدافع عنها امام والديه لانها كانت تسكن مع اسرته.
احبته بدورها و بادلته الحنان و الاحترام بالمثل...
لكن القدر ابى الا ان يفرق بينهما بسبب امه و اخواته فقد اذقنها العذاب بكل اصنافه و كن يرفضن ان تنام برفقة زوجها في بيت واحد و كن يحلن بينها و بين زوجها بشتى الوسائل لمنع ما حلل الله .0و اقسم لكم بالله ان كل ما اقوله صحيح,و ما هذا الا جزء بسيط من معاناتها0
توفي والدها ليلة زفافها و امها لم تحضر لانها كانت الى جوار ربها...
عاشت عمتي يتيمة و ذاقت مرارة اليتم لييلة زفافها , و لكن ذلك لم يشفع لها مع حماتها التي ندمت الان اشد الندم على ما فعلته في حق عمتي .
فقد سلبت زوجها منها و اقسمت ان لم يطلق عمتي فستسخط عليه.
صارت الحياة جحيما لا يطاق من همز و لمز و رمي بالباطل و اثقال كاهل عمتي باشغال كثيرة لم تتحملها لصغر سنها انذاك...
اخيرا نالت امه ما تمنت و تم الطلاق و فرضت عليه ابنة خالته التي لم يكن يحبها يوما و ما زالت على ذمته الى الان.
انتقلت عمتي للعيش معنا بالعاصمة و ابتعدت عن ذلك الجحيم الذي ما زالت اثاره مترسبة في ذاكرتها و نفسيتها.
هي من مواليد 1961
تقدم لخطبتها من سنوات اربعة اشخاص يشهد لهم الجميع بحسن و ذماته الاخلاق لكنها رفضت و خافت من تكرار التجربة.
صارت بها عقدة اسمها الزواج.
صارت حبيسة البيت و الجدران منذ ذلك العهد رغم سعي والدتي لاخراجها من هذه القوقعة التي حبست نفسها فيها.
كلنا تزوجنا و انتقلنا الى بيت الزوجية فيما بقيت هي صحبة والدتي و والدي بالبيت.
وحدها بقيت غريبة بالبيت .
كانت تفرح لفرحنا و تبكي لبكائنا و كم وقفت معنا وقفة الخلان و الاصدقاء في عدة مناسبات لعل اولها زفافي و زفاف اخوتي ,فقد كانت لنا نعم السند و كانت تذرف بدلالدموع دما لفراقنا .
تعز علي عمتي حبيبتي لانني اراها ما زالت في مكانها كما هي.
السنين تجري و العمر قصير

والله المستعان

و الف شكر لكم جميعا.