رد: استفسار عن دراسة الماجستير للموظف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
حيّاك الله أخوي ريّأن..
الله يسعد أيّامك.. ويحفظ لك أهلك وأميراتك..
رأيي.. أن الخطوة ممتازة والتفكير سليم.. وقت فراغك كبير.. واستثماره في العلم والخير خطوة رائعة.. وما شا الله تخصصك يوِّسع الخير ويخليه للدنيا والآخرة.. الله يصلح نياتنا..
بالنسبة للصعوبات.. هذا يعتمد على همّتك واجتهادك.. كثير وضعهم أصعب بكثير من وضعك ودرسوا وكملوا.. وما شاء الله معدّلك في البكالوريوس يُشير إلى قدرتك على الدراسة وتحمّل أعبائها..
وأخوك(حسن السجايا) وضعه قريب من وضعك.. ولكن ضغط العمل كبير جداً.. إضافة لصعوبات وعوائق أُخرى.. وأدرس الماجستير في جامعة أخرى وتخصص مختلف.. وإن شا الله إذا ربِّك ييسَّر الفصل القادم نخلّص..
مرّت عليّ صعوبات كبيرة إلى حدّ اليأس من إكمال الدراسة.. ولكن بفضل الله كلما ضاقت تنفرج..
أحياناً أسأل نفسي لو ما كمّلت الدراسة.. هل أكون خسران لهذا الجهد والسنين.. وبقناعة أجيب أنّ الفوائد التي حصلت عليها خلال الدراسة والقدرة على البحث في الكتب والوصول للمعلومة وتحقيقها وتحريرها.. والقدرة على الكتابة والإلمام بالأسلوب العلمي بها وفق مناهج البحث.. إضافة لما أجده من متعة لأني أحبُّ تخصصي (التاريخ).. وأجد نفسي وأُنسي بين الكتب المرتبطة به.. كل هذا يجعلني لا أشعر بالخسارة أبداً سواء حصلت على الدرجة العلمية ام لا.. هذا مع إدراكي أن الحصول عليها يزيد من الرضا النفسي وربما يفيد في أمور أُخرى لأننا في زمن الشهادات والأوراق..
يرى كثيرون أن أصعب مرحلة يمرّ بها أكثر الطلاب في دراسة الماجستير هي مرحلة اختيار موضوع مناسب للرسالة لم يُبحث من قبل ويقبله القسم.. ولَكَم تعبتُ في هذه المرحلة.. بعض الأقسام تختصر جهد ووقت كبير على الطلاب عندما تقدم مشاريع أو تقترح مواضيع توفر على الطلاب وقت وجهد وعناء الحصول على موضوع للرسالة..
عموماً.. دراسة الماجستير إما أن تكون دراسة مقررات لمدة سنة في الغالب ثم عمل رسالة علمية وتكون المدة الكلية للدراسة والرسالة من ثلاث إلى أربع سنوات.. وهذه فيها صعوبة فالرسالة تتطلب الكثير من الوقت والجهد لإنجازها وما تكلمت عنه من تعقيدات اختيار الموضوع..
وبعض الكليات تجعل دراسة المقررات مدّتها سنتين مع بحث تكميلي وهذا أسهل لأن شروط قبول البحث التكميلي أسهل بكثير من الرسالة العلمية.. وحجم البحث صغير والجهد المبذول فيه قليل مقارنة بالرسالة وأمور المناقشة أسهل.. ويمكن إكمال البحث التكميلي إذا اجتهدت في فصل دراسي واحد..
فيكون بذلك في وجهة نظري.. السنتين مع البحث التكميلي أسهل.. وإن كانت الفائدة العلمية التي تعود على الباحث أكبر في الرسالة..
لا أدري أي النظامين معتمد في كلية الشريعة بجامعة أمّ القرى.. وفي كلّ الأحوال الفائدة مُتحقِّقَة أياً كان وأنصحك أن تُقدم..
بالنسبة للتخصص الذي ترغب به .. لي أصدقاء تخرجوا من كلّية الشريعة وكانت خيارات أكثرهم بين الفقه أو أصول الفقه.. أرى من دخل أصول الفقه يشتكي أنه يُعاني من شُحّ ونُدرة المواضيع(نظام الرسالة وليس البحث التكميلي) .. ولكن في النهاية تيسرت أمورهم.. ولست متأكد بشأن الفقه..
بالنسبة لتطوير اللغة الفصحى.. لا أرى أفضل من إطالة القراءة في كُتب المتقدمين ككتب الأدب والتاريخ.. وحفظ شيء من الشعر الفصيح مع فهمه.. وأيضاً قراءة الكتب المتعلقة بتخصصك ككتب الفقه.. فالعلماء المتقدمين كتبوها بلغة سليمة وفصيحة ورصينة.. وهذا يقوي اللغة من جهة ومعلومات التخصص من جهة اخرى.. فإدمان المطالعة في هذه الكتب يُكَوِّنُ دُربَة في عقلك ويُقَوِّمُ لِسانك.. أرى أن لا يقل ذلك عن ساعتين إلى ثلاث ساعات يوميّاً.. وأرى كثير من الطلاب المستفيدين في الدراسات العليا يقرأون من ست إلى ثمان ساعات يوميّاً ويجنون حصيلة علمية قويّة جداً.. ولكن ذلك يتطلب جهدا وهمَّة عالية..
وليس هناكَ داعٍ للإشارة إلى أنَّ للقران دور كبيرٌ في تقويم اللسان وزيادة الفصاحة والبيان.. لمن قرأ وحفظ بتأمل وتَمَعُّن..
اعتذر عن الإطالة.. وأسأل الله لك التوفيق والسداد والنجاح وتيسير الأمور..
...
..
.
__________________
سأكتبُ شعريَ الباكي ..... بدمع القلب لا الحبرِ
أُسَطِّرُهُ على كبدي ..... وأتركُ دَفْتَرَ الشِّعْرِ
جراحُ أحبتي في الأرضِ ..... تبعثُ عاصِفَ الفِكْرِ
التعديل الأخير تم بواسطة حسن السجايا ; 29-05-2015 الساعة 03:48 PM