رد : (مميز ) تمرجحي يـا طفلة الصبح ~ بـشويـش
أم خالد
بعْضُ الأَسَاتِذةِ يُخلّدُ فِي الذّاكرة
كأستَاذِي: فواز اللعبون, مَنْ لا يُتابِعهُ فِي -تويتر- فَقد خَسِر كَثِيرًا !
وَلَأجْلِ عَيْنيكِ سَأضَعُ نصًا قديمًا لي, وأرْجُو أن يَحوزَ على اسْتِحْسَانكِ إن لمْ يَصل لإِعجَابكِ .
لروحكِ الزّيزفُون
*
[ الحُبُّ كذبةٌ كُبْرى !
تسلَّلت خيوطُ الذّهبِ تتدفّقُ غَزِيرةً دافِئةً تدغدغُ عينيّ, تثاءبت, وابتلعت ريقِي بصعوبةٍ كأنّ مذاق الذّكريات المرِّ قد امتزج به, ... تناهى إلى سمعِي وأنا أعتدلُ في جلستِي صوتُ عابرٍ يقول:" الحزنُ لا يتحوّلُ إلى غبارٍ ما لم نتحلّل من أغلاله"! فتذكّرتُ شقائِي, عتبِي على الحياةِ, سخطِي على تعبِي, هجري للأصدقاء ... هربتُ من الحياةِ إلى النومِ, بحثًا عن حُلمٍ جميلٍ يمكنني التشبُّثُ به, وأيُّ شيءٍ يستحيلُ إلى حُلمٍ لا بُدَّ أن ينتهِي بالوأد. ولأنّي اعتدتُ النّظر إلى الحياةِ بسوداويّةٍ كأيّ عربيّ لا يحفل إلّا بأغانِي الحزنِ, وأيّام الحداد, صارت أغانِي الحزن ذات لحنٍ متشابهٍ لا يروي عطش الدّهشةِ والألم بداخلي! مذ غبتَ ضحيّتُ بكل فرحٍ استقبلنِي, وأُلطِّخُ وجهِي بأدواتِ التجمِيل لأخفِي ملامحِ انكساري, وبكلِ جزءٍ من قلبِي ثغرةٌ جدُّ ضعِيفة يتسلّلُ إليها الحزنُ والألم, فجوةٌ صَغِيرةٌ جدًا لم يسدَّ جوعها وخوفها من بعدكَ أحد!
يصيبكَ مسُّ من الشوق الآن, يتفتّقُ الجرح العتيق, يستيقظُ الحزن النائم, تذرف عيناك الدمع بغزارة, وتخاف أن أنساك, ونسيتَ أنّك أدبرت تهربُ كالأمنيات الّتي رسمناها على باطن غيمةٍ واختفيت كما السراب, أدبرت مسرعًا ولم تنتظر لترى ما خلّفت وراءك, تركت فرحةً لم تكتمل وكثيرةٌ هي الأشياء التي لم تكتمل في حياتنا تفتحُ لنا نوافذ جديدة جميلة, ... كاستغنائي عنك! الحياةُ اليوم أكثر صدقًا ممّا مضى, والحُبُّ كذبةٌ كبرى مثل كل الأحلامِ الغبيّة التي تزورنا ساعات فرح ونظل مستمسكين بها, معتقدين مجازًا أنّها ستتحقق, ونظلُّ في سباتٍ طويلٍ فلا نستيقظ منه حتّى تصفعنا يد الخذلان وليتنا نتوب. لن أقولَ لكَ اليوم: لمَ كنتَ خيبتي وأنا التي رأيتُ فيك أملي, لمَ رضيتَ أن تُصبحَ فجيعتي وأنا الّتي تعلّقتُ بك وأسميتكَ: وطني! زرعَ فيّ غيابكَ صبرًا صعلوكًا, فلم يعد يربت على هذا القلب المكسور سوى صلوات ليل, تتفتّحُ كل حواسيّ فيها, ويبدوا لي الحُبّ على حقيقته. كفكفتُ البكاء عليكَ متأخرةً جدًا, لكنّ غيابكَ عرّفنِي كيفَ أعوّضُ الوجعَ والنُّقصان !
__________________
" أوَّاهُ, ...
مَا أَشْقَى ذَكِيَّ القَلْبِ فِي الأَرْضِ الغَبِيَّة"!