منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - العلاج بالإبر الصينية - Acupuncture
عرض مشاركة واحدة
قديم 24-11-2004, 09:01 AM
  #5
OnlyAbdullah
عضو متألق وموسوعي
 الصورة الرمزية OnlyAbdullah
تاريخ التسجيل: Jul 2003
المشاركات: 414
OnlyAbdullah غير متصل  
مدة العلاج :
ليس سهلاً على الطبيب أن يحدد زمناً للعلاج أو عدداً للجلسات العلاجية وذلك لاختلاف الحالة المرضية بأعراضها ومريضهاً والظروف المحيطة. وهناك، في هذه الطريقة العلاجية، عامل آخر وهو تحديد النقاط العلاجية الواجب استعمالها فهناك المئات من النقاط وإن اختيار عدد من النقاط المناسبة لهذه الحالة ليس قضية محددة سلفاً في كتاب. على أن هناك أطر عامة تساعد الطبيب، حيث يختار النقاط القريبة من منطقة الشكوى وتلك التي من مناطق خروج الأعصاب ذات العلاقة وتلك التي في مناطق مؤلمة عند الضغط عليها وغير ذلك.

والعامل الآخر هو قوة العلاج، فهناك من المرض من استفاد من تحفيز أقل من غيره، والعكس صحيح. لهذا يفضل أطباء المعالجة بالإبر أن ينتظروا مرور عدة جلسات ثم يعطوا بعدها رأيهم حول طول مدة العلاج.

ويمكن أن تعطى الجلسات الخمس أو الست الأولى أسبوعيا، ثم تزاد المدة الفاصلة من ثلاثة إلى ستة أسابيع، ثم إلى ثلاثة أشهر. وهنا يختلف الحال أيضاً فبالنسبة لمني يشكو من ألم الشقيقة اليومي سيكون العلاج الأسبوعي مناسباً تماماً لأنه يستطيع أن يعرف التحسن في حالته لأنها تؤذيه يومياً، أما لمن كان يشكو من الألم شهرياً فلا بد من تغيير هذا الجدول العلاجي.

وتستغرق المراجعة الأولى من 30 إلى 60 دقيقة حيث إنها تتضمن أخذ التاريخ المرضي والتفاصيل الأخرى. أما المراجعات التي تليها فلا تزيد عن 15 دقيقة. وبالطبع تتطلب المراجعة وقتاً أطول إذا كان هناك وسائل علاجية إضافة إلى الإبرة مثل الكي بالميسم أو الكهرباء، أو إذا كان العلاج يستوجب ترك الإبر لمدة أطول من المعتاد وهكذا.

المخاطر :

في الأيدي الماهرة، تعتبر المعالجة بالإبر طريقة أمينة تماماً، إلا أنه لا بد من وجود مخاطر فيها حالها في ذلك كحال باقي العلاجات. وهذه هي :

1- العدوى، وهي من الممكن أن تحصل عند إدخال الإبرة غير المعقمة. ويتم تعقيمها بالبخار أو الفرن أو، وهو الأفضل، استعمال الإبرة مرة واحدة مع مريض واحد فقط. كما من الممكن أن تحصل العدوى من جلد المريض نفسه، وهنا لا بد من تعقيمه بالكحول.

2- تدمير الأنسجة، وهو ما يمكن أن يحصل عند إدخال الإبرة فتدمر الأوردة أو الأعصاب أو حتى، بدرجة أقل، أعضاء كبيرة كالرئتين مثلاً. وهنا يمكن أن يخرج الهواء من الرئة المثقوبة ويدخل في الحيز المجاور فيحدث ضغطاً يتزايد حتى يؤدي إلى توقف الرئة عن العمل والاختناق. أما إذا دمرت الأعصاب فيمكن أن يؤدي ذلك إلى آلام عصبية أو فقدان الإحساس أو غير ذلك. وأفضل احتياط هنا هو أن تراجع طبيباً درس التشريح الجسماني بشكل كاف بحيث يعرف المناطق الحساسة والرقيقة.

3- إسكات المرض، وهذا يحصل إذا ما استطاع العلاج بالإبر تخليص المريض من أعراض المرض كالآلام مثلاً فيعتقد المريض بأن حالته تتحسن في حين أن المرض يتقدم نحو الأسوأ. فمثلاً إذا كان ألم الظهر مصاحباً للسرطان فإنه يمكن للعلاج بالإبر أن يزيل الألم فيعتقد المريض بأن الحالة تتحسن في حين أن الأورام مستمرة بالانتشار.

والنتيجة هي أن العلاج بالإبر لم يكن أحسن من الطب المتداول الذي كان فشله وراء لجوء المريض إلى هذا العلاج.

مع الطرق العلاجية الأخرى :

ذكرنا أن الألوية المتداولة القوية لها تأثيرات سلبية على العلاج بالإبر مما يحتم في بعضها أن يتوقف المريض عن تناولها أو تقليل جرعاتها على الأقل. لذا كان ضرورياً جداً أن يتم إبلاغ الطبيب عن كل الأدوية التي يتناولها المريض، وأعني كلها، حتى التي يعتقد المريض بأنها خفيفة.

أما الغذاء فقد ذكرنا أهميته في العلاج، أي علاج. لذا يجب الالتزام بكل ما يوصي به الطبيب. وحتى إذا لم يكن الطبيب معتقداً بهذا الجانب، فإنه من المهم مراعاة ما ذكرناه في فصل المعالجة الطبيعية عن الغذاء فإن التجارب ومنها تجارب شخصية تثبت أنه حتى في دائرة الطب البديل هناك من الأطباء والمعالجين.من لا يعتبر وجود أهمية كبيرة للجوانب المختلفة من أسباب المرض التي ليست ذات علاقة مباشرة بطريقته العلاجية والتي فد تكون أهم وأكثر نفعاً في علاج هذه الحالة المعينة من طريقته.

وقد ذكرنا في فصول سابقة إن هناك من المعالجين من يستعمل العلاج بالإبر بالإضافة إلى علاجات أخرى كالهوميوباثيين و الأوستيوباثيين. وليس هناك على أية حال ما يمنع من الاستفادة من العلاجات البديلة الأخرى مع العلاج بالإبر الصينية. كما وذكرنا الاستفادة من هذه الطريقة في العمليات الجراحية في التخدير.

حالات واقعية :

1- التدخين. رجل عمره 43 سنة بدأ التدخين وهو في السادسة عشرة، وهو يدخن الآن 30 سيكارة يومياً. أدخلت إبرة في النقطة الخاصة في شحمة الأذن وهي التي وجد الطبيب أنها مؤلمة عند وخزها بطرق الإبرة عند الفحص. وبعد تثبيت الإبرة بشريط لاصق أمر الطبيب المريض بالامتناع عن التدخين حالاً لأن الامتناع التدريجي بتقليل السيكاير يومياً لا فائدة من ورائه. وأرشده الطبيب إلى ما يفعل إذا وجد الرغبة في التدخين قد أصبحت لا تقاوم، وهو بأن يحصر الإبرة وشحمة الأذن بين الإبهام والسبابة ويعصرهما برفق. وبعد شهر من العلاج كتب المريض إلى الطبيب يخبره بأن العلاج قد نجح تماماً وإنه لم يلمس السيكاير منذ ذلك الحين.

2- الشقيقة. صبي في عمره 13 سنة يشكو من آلام الشقيقة منذ 10 سنوات. وكان الألم يأتيه على أي من جانبي الرأس ولكن لا على الجانبين معاً، وكان يستطيع التنبؤ بحصول الألم حيث يشعر بالتعب. وإذا ما أصيب بكل أعراض الحالة فإن نهايتها تكون الغثيان ثم التقيؤ. وكان والداه قلقين على مستقبله إذ إن حالته تؤثر كثيرا على وضعه الدراسي لأن الصداع كان يأتيه دائماً في أثناء شهور الدراسة وليس خلال العطل. وكان قد جرب كل أنواع الحبوب وبضمنها المهدئات ومسكنات الألم الخاصة بألم الشقيقة، ولكن لم يحدث سوى أن الأعراض تزيد على مر السنين.

وبما أن الأطفال لا يحبون الإبر فقد قرر الطبيب معالجته بالميسم أي المطرقة ذات الرأسين التي ذكرنا فيما تقدم من الفصل )، حيث كان يوخز النقاط المطلوبة عشرين أو ثلاثين مرة إلى أن يحصل رد الفعل الجلدي المطلوب. وكانت النقاط العلاجية في أعلى القدمين وأعلى الكتفين وخلف الأذنين. ولكن بعد ثلاث جلسات علاجية لم تتحسن الحالة مما حدا بالطبيب أن يغير مواقع العلاج إلى نقاط على جانبي الرأس في مستوى العينين وخلف وفوق نهايات شحمة الأذنين وهو الذي جاء بالنتائج الممتازة. وقد علم المريض كيف يدلك النقاط العلاجية عندما يحس بقرب حصول النوبة مما مكنه أن يتجنب عدة نوبات.

وبعد علاج لمدة 3 سنوات بجلسات علاجية كل 4 إلى 6 أشهر حيث كان يأتي إلى الطبيب عندما يحس أن المشكلة تريد أن تعود. وبعد هذه السنوات الثلاث انتهت المشكلة كلياً، وهذه القصة ترينا أنه حتى في حالة طول مدة العلاج، فإن العلاج بالإبر يمكن أن يسيطر على الحالة بحيث لا تؤثر بشكل كبير على المريض ريثما يتحقق الشفاء الكامل.

3- روماتزم المفاصل. امرأة عمرها 72 سنة تشكو من روماتزم المفاصل منذ أن كان عمرها 55 سنة. و بذا لم يكن ممكناً، حسب رأي الطبيب المعالج، أن يكون للعلاج بالإبر سوى إمكانية تخفيف الآلام بسبب التغيرات التي حصلت لطول مدة المرض. وهو رأي أتحفظ عليه شخصياً لما ثبت من إمكانية التغيير بوسائل الطب البديل المختلفة. وكان الالتهاب ينتقل من مفصل إلى آخر وفي كل مفاصل الجسم. ولقد فشلت جميع الأدوية التي وصفها لها الطب المتداول على مدى ما يزيد على العشرين عاماً. فمن الأسبرين إلى الكورتزون إلى حقن الذهب ولكن دون فائدة بل بأعراض جانبية. وعند الفحص كان مفصل المرفق حاراً عند اللمس، وملتهباً، كما كان هناك تشديداً كبيراً في مجال حركة المفاصل. ركز الطبيب في البداية على المفاصل المتأثرة بالمرض أكثر، حيث كانت ركبتها اليمنى متصلبة المفصل، وكذلك الكاحل الأيسر والعديد من مفاصل أصابع يديها. وبعد شهرين من العلاج بالإبر مع التمارين والحمامات الدافئة وغيرها من العلاجات المساعدة الأخرى التي نصح بها الطبيب كان التحسن مستمراً وأصبحت حالة المريضة أفضل بكثير. وعلى مدى الشهور والسنين التي تلت كانت المريضة تراجع الطبيب عندما تحس أنها بحاجة إلى جلسة تقوية للعلاج، وهكذا، لم تحصل لها في هذه السنين التي كانت تتحسن فيها باضطراد أي نوبة حادة من نوبات المفاصل.

الانزلاق الغضروفي. رجل عمره 36 سنة يعمل حدائقياً يشكو من ألم الظهر مما خشي معه أن يضطر إلى ترك مهنته. وكان قد أصيب بانزلاق غضروفي قبل 3 أشهر ورقد لأجله في المستشفى لمدة. وكان المريض يشعر بآلام شديدة على طول العصب الظهري الذي يتفرع إلى الساقين مع خدر في بعض قدميه. ولم تنفع الراحة ولا الحبوب المسكنة لتخفيف الحالة. وبعد الفحص الكامل للاستجابات العصبية في ساقيه ولحركات ساقيه مع معرفة مواقع حصول الألم في الحركات المختلفة للظهر والساقين، أعطي العلاج في النقاط في جانب الكاحل والقدم والآلية وفي وسط العمود الفقري وجانبه. كما أعطي المريض الإرشادات اللازمة حول كيفية رفع الأشياء وكيفية القيام والقعود وغيرها من النصائح المهمة وخصوصاً في وضعه كحدائقي. وبعد أسبوع لم يتغير شيء في ألم الظهر، إلا أن الألم النازل إلى الساقين مع الإحساس بالخدر قد اختفيا جميعاً. وبعد تبديل طفيف في مواقع العلاج وعودة المريض بعد أسبوع آخر تبين أن الألم كان قد اختفى بعد المعالجة مباشرة بحيث لم يشعر المريض بأي ألم خلال الأسبوع. أعيدت المعالجة مرتين بعد ذلك، بعد أسبوعين ثم بعد ثلاثة أسابيع لتثبيت الأثر الجيد للإبر، أصبح بعدها المريض بصحة كاملة ولم يشك من الآلام وإثما ببعض الوخزات إذا ما رفع شيئا ثقيلاً وهو ما لا يجب أن يفعله على كل حال.


منقول