رد : كيف تقبل التوبة.
أولا} :أن تكون بعد التوبة خيراً مما كان قبل وهذا الشعور ستجده بنفسك،فإذ كنت بعد التوبة مقبل على الله، عالي الهمة قوي العزيمة دلّ ذلك على صدق توبتك وصحتها وقبولها.
{ ثانياً }:الخوف يملأ قلبك من العودة الى الذنب ؛ فإن العاقل لا يأمن مكر الله طرفة عين فخوفك يستمر حتى يسمع الملائكة الموكلين بقبض الروح كما قال الله تعالى { أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ [فصلت:30]، فعند ذلك يزول الخوف ويذهب القلق.
{ ثالثاً }:أن تستعظم ماجنت يداك من الذنوب التي تصدر وصدرت منك وإن كانت قد تبت منها: يقول ابن مسعود رضي الله عنه:قال صلى الله عليه وسلم { إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مرّ على أنفه، فقال له هكذا }.
{ رابعاً }:أن تحدث التوبة لك انكساراً في قلبك وذلاً وتواضعاً بين يدي حبيبك ربك: وليس هناك شئ أحب الى الله من أن يأتيه عبده منكسراً ذليلاً خاضعاً مخبتاً منيباً، رطب القلب بذكر الله، لا غرور، ولا عجب، ولا حب للمدح، ولا معايرة ولا احتقار للآخرين ذنوبهم.فإذ لم يجدي ذلك أتهم توبتك، وليرجع الى تصحيحها.
{ خامساً }:أن تحذرمن أمر جوارحك: فحذر من أمر لسانك فحفظه من الكذب والغيبة والنميمة وفضول الكلام، وأشغله بذكر الله تعالى وتلاوة القرآن الكريم. واحذر من أمر بطنك، فلا يأكل إلا حلالاً. وأحذر من أمر بصرك، فلا ينظر الى الحرام، وأحذر من أمر سمعك، فلا يستمع الى غناء أو كذب أو غيبة، وحذرمن أمر يديك، فلا تمدهما في الحرام، وأحذر من أمر رجليك فلا تمشي بهما
الى مواطن المعصية، وأحذر من أمر قلبك، فطهره من البغض والحسد والكره، ويحذر من أمر طاعته، فيجعلها خالصة لوجه الله، وأبتعد عن الرياء والسمعة. وماإلى ذلك من أمور ...