بسم الله الرحمن الرحيم



أحنّ
أحنّ
أحنّ !
إلى أيام وليالٍ خلت
حين كنتُ معهن في سعادة و هناء
صديقاتي و زميلات دراستي كنا معاً
نتواعد لحضور الدروس و الندوات التي تذكرنا بالله
كيف كنا نتواعد للقاء في ليالي رمضان لصلاة القيام

كانت أجمل أيامي
كان قلبي بريئاً مرفرفاً فرحاً بالطاعة
شعور حلو و لذيذ ..

ثم جاءت السنين العجاف
يوم أسلمتُ قلبي بيدي إلى من لا يستحق
واستبدلتُ الصحبة الصالحة بأصحاب الهوى

للأسف صار قلبي مشوهاً ..

نادمة
نادمة
نادمة !
ليتني ما أصغيتُ سمعي إليهم
ليتني ما قرأتُ ترهاتهم ..

جنيتُ على نفسي
لوّثتُ قلبي ببدعهم
قلبته على جمرهم حتى اسود ..

وجئتُ اليوم باكية
أريد العودة للنبع الأول
أريد العودة كأني لم أعدد مشاربي
أريد قلبي الذي أضعته
أريده طاهراً نقياً شفافاً
كأن لم تكدره الدلاء ..

أعتذر
أعتذر
أعتذر !
إليك يا الله و لا عذر لي
فكم قرأتُ في كتابك :
( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ۖ
وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ
عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا )

كان أمرك واضحاً لكن عقلي كان قاصراً .
.
.
.

__________________
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. و احفظوا عني :
إن لم تكن إنسان إرادة تلتزم بفعل ما تريد فكن إنسان شغف و أحب ما تريد الالتزام به و ستنجح بإذن الله .