رد : (مميز) الفكر العقدي الوافد ..وكيفية التعامل معه !
فمن المعلوم أن الله سبحانه قد اصطفى نبيه واجتباه خاتماً للنبيين ، وأرسله برسالة الإسلام ناسخة للرسالات، وقال : ]ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين [، وقال:] اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً [ فامتن على عباده بإكمال الدين وإتمام النعمة بدين شامل كامل صالح لكل زمان ومكان ، مرضي من عنده - سبحانه - للبشرية منهجاً إلى يوم الدين ، فيه دليل سعادتهم في الدنيا وفلاحهم في الآخرة ، فاستمساكهم بهديه وهداه عاصم لهم من الفتن والضلالات قال صلي الله عليه و سلم: "تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي " .
ومن لوازم عقيدة ختم النبوة بمحمد صلي الله عليه و سلم، الإيمان بأن قاعدة الكمال في الدين مطردة في كل نواحي الحياة ، وهذا ما أكده صحابة رسول الله صلي الله عليه و سلمومن سار على نهجهم إلى زماننا هذا ، وما زالت الأبحاث العلمية والتربوية يوماً بعد يوم تكشف عن جوانب الإعجاز في هذا الدين ، ومصادره العظيمة ، وشعائره المقدسة ، وهدي نبيه المصطفى صلي الله عليه و سلم الذي لا ينطق عن الهوى ؛ مما يزيد في الإيمان ، ويثبت الجنان ، ويعلي الهمة للتدبر والاعتصام قال ابن القيم : "وبالجملة فجاءهم بخير الدنيا والآخرة برمته ، ولم يحوجهم الله إلى أحد سواه ، فكيف يظن أن شريعته الكاملة التي ما طرق العالم شريعة أكمل منها ناقصة تحتاج سياسة خارجة عنها تكملها ، أو إلى قياس أو حقيقة أو معقول خارج عنها ؟؟ ومن ظن ذلك فهو كمن ظن أن بالناس حاجة إلى رسول آخر بعده ، وسبب ذلك كله خفاء ما جاء به على من ظن ذلك وقلة نصيبه من الفهم الذي وفق له أصحاب نبيه الذين اكتفوا بما جاء به ، واستغنوا به عما سواه ، وفتحوا به القلوب والبلاد ، وقالوا : هذا عهد نبينا وهو عهدنا إليكم "[1] .
وهذا الكتاب يهدف للوقوف في وجه سيل جارف -يجتاح أمة الإسلام - من الثقافات والتطبيقات العملية لما عند أهل الأديان الأخرى من فلسفات وطقوس ، ودعوات تهدف لاجتثاث الإيمان بالألوهية من قلوب البشرية ، وإلغاء أخص معاني العبودية من تحقق القلب بالذلة والافتقار لله رب العالمين – كما سيتضح عبر مباحث هذا الكتاب – تحت دعوات ظاهرها الندب إلى تحري الحكمة وإثراء الثقافة ،وأخذ العلم والمعرفة من كل مصدر ومكان ، ومنه كتب الأديان الأخرى والفلسفات القديمة والحديثة . وإعادة النظر في أسباب رفضها ، وتحذير الناس من مطالعتها ، فيما يظهر كأنه حضارة وتفتح ، وحقيقته دعوات فلسفية وغنوصية بمنهج خفي متدثر بدثار التقنيات الحياتية ، والمعرفة والثقافة الحيادية .
1 . أعلام الموقعين (4 / 376 ).
التعديل الأخير تم بواسطة *سر الحياة* ; 22-12-2013 الساعة 10:12 PM