كان الله بعونك أخي ، والذي يبدو لي أنها تتخذك جسرا لقضاء مصالحها حتى انتهت ، فولت إلى حيث مصلحتها .
أخي لا ألومك فإن " الحب " حالة كالمس ، ولعلكم تعلمون قصة خالد بن يزيد بن معاوية مع رملة بنت الزبير بن العوام ، فقد كان خالد رجلا حكيما مهيبا عالمًا ، وقد لقب بحكيم بني أمية ، وتذكر الكتب أنه خرج من العراق في رحلة للحج مع الخليفة عبد الملك بن مروان ، وفي أثناء طواف خالد بالبيت وقع بصره على رملة بنت الزبير وهي تطوف بالبيت فسلبت لبّ قلبه ، ووقعت في نفسه وقوعا متمكنا ، فلما أراد الخليفة عبد الملك العودة إلى العراق ، اعتذر منه خالد عن الرحيل ، فسأله عبد الملك عن سبب تخلفه عنه ، فقال خالد : يا أمير المؤمنين لقد رأيت رملة وهي تطوف بالبيت فأذهبت بعقلي ، ووالله ما أبديت لك ما بي إلا أنه عيل صبري، فتعجب عبد الملك أشد العجب! وقال : ما كنت أظن يوما أن الهوى يتمكن من مثلك .
فقال خالد : ولا أنا يا أمير المؤمنين فقد كنت أظن أن الهوى لا يتمكن إلا من صنفين من الناس : الشعراء والأعراب ، لرقة طباعهم ، فتضعف قلوبهم عن دفع الهوى .
ومكث إلى أن خطب رملة وكانت أرملة ، فقالت : كلا والله أو أن يطلق زوجتيه ، وقيل إن لديه زوجتين فسرحهما ، وتزوج رملة ، وكتب بها شعرا بليغًا ، يقال أنه ما كتب شعر غزل مثله .


فالحب حالة تنتاب الشخص كالمرض ، فأعن نفسك أخي بكثرة الاستغفار ، ومحاولة نسيانها بأي شكل ، فلو كانت صادقة ما قبلت على نفسها أن تتلاعب .

وأسأل الله أن يسخر للجميع الخير ، ويبعد عنهم مسالك الشيطان .