كان الله في عونك و يسر لك امورك ...
لو أردت أن أنصحك سأقف عاجزاً عن تقديم النصح لكي وذلك لرجاحة عقلك وهذا ليس مجاملة لكي لأنه متضح جلياً فيما تكتبيه ، و لكن سأكتفي بتسطير حروفي لتخرج كلاماً كأن به فضفضة مني لك و أنا واثق بأنكي قادرة على استيعاب ما اتمنى ايصاله لكي ...
اعلمي رعاك الله بأن المؤمن مبتلى و خير المبتلين هم الصابرون على الابتلاء و خير الصابرين هم المحتسبون الذين يحتسبون صبرهم ابتغاء مرضاة الله و أنا على يقين تام بأنكي لا تجهلي هذا الكلام بقدر التذكير به ... و ما حصل معكي لا شك انه مزعج و متعب و قد يكون مطلوباً منكي صعب و لكن قادرة عليه بمشيئة الله و أنا بثقتي بقدرتك كما تبين لي من مشاركاتك أتمني منكي شيئين ...
الأول ... أن لا تنكسري و لا تنهزمي و لا تضعفي فأنتي لم تكوني كذلك فلا تجعلي من صدف الدنيا و حوادثها أن تكون محبطة لكي قاتلة لكل طموح كان ... و حينها سيكون ما مضى هباءً منثورا لن تطالي منه سوى ضياع مستقبل وحلم جميل بنيتيه طوبة طوبة وهدته الحياة بلحظة واحدة ... فقوتك الماضية لم تكن قوة بقدر ما هي طموح ... و الطموح هو اعلى مراتب القوة ... و أنا على يقين بأنكي قادرة على تجاوز هذة الأزمة ... بل أنا متأكد انها ستزيدكي قوة و تصقل خبرتك ...
الثاني ... أن لا تجعلي ما حصل لك يمر مرور الكرام او يكون مروره مروراً ضاراً بك ... بل بقوتك و رجاحة عقلك حولي الحدث السلبي ... إلى حدث إيجابي تستفيدي منه دون أن يلحق بك اوبحياتك ضرراً ... و الايجابي في الموضوع انه قد يكون هذا الحدث يغير حياتك للايجاب و منها تتعدل حياتك المستقبلية إيجابية بشكل كبير ... و يكون زوجك قائما بأعماله منتبهاً لأسرته و شخص معين لك لا عبئاً عليكي ...
و مما يجعل باب التسامح مفتوح هو انه يبقى إنسان وليس بملاك منزه ... و يبقى بينكم اطفال و الحياة بشكل عام لا تخلو من الشوائب و الكدر و العاقل فينا من لا تكون ردود أفعاله على الاحداث من حوله مدمرة له او لمن هم من حوله ... و هذا قمة الذكاء ...
و اخيراً يجب ان لا يؤثر فيكي ما مر عليكي بالسلب ... و اما ما يخص أهلك أو أياً كان غيرهم ... تتذكري بأن حتى الانبياء فيهم من تعرض لجحود أهلهم و اقرب الناس اليهم و اجعلي تعاملك مع الكل بأن تعاملك ليس مجرد رد فعل انما هو ما يفرضه عليكي اعتزازك و ثقتك بنفسك وأنه من باب أنكي تحسيه واجباً عليكي تريدي به رضى الله ...
و اخيراً مرة اخرى ... لا تنسي الإيجابيات التي منحكي إياها الله من استقلال مادي ووظيفة مرموقة وسهل لكي درب العلم ...
واخيراً للمرة الثالثة ... آسف على الإطالة ... وكلي أمل بأن يكون ما كتبت شمعة توقدي بها دربك ... رغبةً في تجنيبك لعن الظلام ...*