منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - إفتوني يا نـاس ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-2012, 08:25 PM
  #1
نور الإيمان
العضو الماسي وكبار الشخصيات

تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 6,354
نور الإيمان غير متصل  
Lightbulb إفتوني يا نـاس ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

كل عام وانتم بخير اعاده الله عليكم بالخير واليمن والبركات

سأتطرق لمسئلة غاية في الخطورة والأهمية تتعلق بطلب الفتوى من عامة الناس وخاصة فيما يتعلق بمسائل الطلاق والمراجعة وما نحوها

فكثيرة هي المعلومات الخاطئة تماماً المتداولة بين عامة الناس مثل طلاق الحامل ومن تمر بعذر شرعي فيفتون جهلاً بقولهم لا يقع وغيره من الأحكام والفتواى ابتداءاً بالأمورالمتعلقة بالتعدد والزواج وانتهاءاً بالصلاة والصوم وباقي العبادات

فهل أصبح التحريم والتحليل سهلا عن الناس ؟

أيضا كارثة أخرى خطيرة جداً وهي ردود بعض الناس وخاصة مرتادي المتديات وقد قرأت شخصياً هذه الردود هنا في المنتدى أكثر من مرة ، ودافع من ينصح به كما يقول حبه ورغبته في حل المشكلة الزوجية وتوفيق الأزواج

ولكن ألم يفكر قبل أن يكتب هل ما ينصح به يوافق شرع الله والله عز وجل راضي عما يكتبه وينصح به غيره وسيسجله في كتاب حسناته ام سيئاته ؟

هذا ما يجب ان يفكر به كل شخص قبل أن يكتب حرفاً واحداً خاصة وان المنتديات والشبكة العنكبوتية بصفة عامة يرتادها الكثيرون ممن لا يعرفون عن دينهم الا القليل جداً فيتخذون تلك النصيحة التي تذهب بصاحبها بأسرع الطرق للنار

قد يكون كلامي قاسيا ولكنه ضروري ليستفيقوا لجرم ما ينصحون به غيرهم وما هذه الكارثة الا نصيحة من تطلقت لثلات مرات ولم يعد هناك رجعة فينصحونها بأن تذهب لمحامي ليجد لها ثغرة ترجعها لزوجها والعياذبالله مثل ان الطلاق كان وقت كذا او كان غاضب او او ، وهذه الثغرة أسميها بثغرة الدخول لجهنم

وشخصياً لا أصدق ان هناك محامي أقسم اليمين ويفعل ما يخالف أمر الله ويتعدى حدوده فيجمع بين رجل وإمرأة لا يحلون لبعض تحت سقف واحد من وراء إحدى ثغراته الشيطانية فقط لان صاحبة الشأن ندمت وراجعت نفسها بعد طلاقها او لان بينهم أولاد أو لان ذلك المحامي طمع ببعض المال او لرغبته في الشهرة فيذيع صيته انه يستطيع رد الازواج لبعضهم وان كان طلاق نهائي لا رجعة فيه وحسبي الله ونعم الوكيل

فلنترك رجاءاً الاحكام الشرعية والفتوى لأصحابها ولمن يفقه بها ولمن سخر عمره لدراسيتها بتقوى ودين وخوف من الله

هذا حكم للفتوى بغير علم :

اقتباس:
السؤال : ما حكم الفتوى بغير علم ؟



الجواب:
الحمد لله
لما كانت الفتوى بيانا لحكم الله عز وجل في الوقائع والأحداث ، وهناك من الناس من سيتبع هذا المفتي فيما قاله من أحكام، كان المفتي بغير علم واقعاً في كبيرتين عظيمتين:
الكبيرة الأولى :
الجرأة على الكذب والافتراء على الله .
قال الله عز وجل : (قُُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33.
والمفتي بغير علم يقول على الله ما لا يعلم ، وقد قرن الله تعالى تحريم ذلك بتحريم الإشراك به ، مما يدل عل عظم ذنب من قال على الله ما لا يعلم .
قال ابن القيم رحمه الله :
" وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم في الفتيا والقضاء ، وجعله من أعظم المحرمات ، بل جعله في المرتبة العليا منها فقال تعالى : ( قُُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) الأعراف/33.
فرتب المحرمات أربع مراتب :
وبدأ بأسهلها وهو الفواحش .
ثم ثَنَّى بما هو أشد تحريما منه وهو الإثم والظلم .
ثم ثَلَّث بما هو أعظم تحريما منها وهو الشرك به سبحانه .
ثم ربَّع ما هو أشد تحريما من ذلك كله وهو القول عليه بلا علم ،

وهذا يعم القول عليه سبحانه بلا علم في أسمائه وصفاته وأفعاله وفي دينه وشرعه .
ومما يدل
أيضا على أنه من كبائر الإثم قول الله تعالى : ( وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) النحل/116-117.
فتقدم إليهم سبحانه بالوعيد على الكذب عليه في أحكامه ، وقولهم لما لم يحرمه : هذا حرام ، ولما لم يحله : هذا حلال ، وهذا بيان منه سبحانه أنه لا يجوز للعبد أن يقول هذا حلال وهذا حرام إلا بما علم أن الله سبحانه وتعالى أحله وحرمه " انتهى.
" إعلام الموقعين " (1/38) .
الكبيرة الثانية :
إغواء الناس وإضلالهم .
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا ، يَنْتَزِعُهُ مِنَ الْعِبَادِ ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالاً فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا ) رواه البخاري (100) ومسلم (2673) .
فالمفتي بغير علم ضلَّ عن الحق ، وأضل غيره ممن اتبعه في فتواه .
جاء في " الموسوعة الفقهية " (32/24) :
" الإفتاء بغير علم حرام , لأنه يتضمن الكذب على الله تعالى ورسوله , ويتضمن إضلال الناس , وهو من الكبائر , لقوله تعالى : (قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون) , فقرنه بالفواحش والبغي والشرك , ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من صدور العلماء , ولكن يقبض العلم بقبض العلماء , حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا , فسئلوا , فأفتوا بغير علم , فضلوا وأضلوا) . من أجل ذلك كثر النقل عن السلف إذا سئل أحدهم عما لا يعلم أن يقول للسائل : لا أدري . نقل ذلك عن ابن عمر رضي الله عنهما والقاسم بن محمد والشعبي ومالك وغيرهم , وينبغي للمفتي أن يستعمل ذلك في موضعه ويعود نفسه عليه , ثم إن فَعَل المستفتي بناءً على الفتوى أمراً محرماً أو أَدَّى العبادة المفروضة على وجه فاسد , حمل المفتي بغير علم إثمَه , إن لم يكن المستفتي قَصَّر في البحث عمن هو أهل للفتيا , وإلا فالإثم عليهما" انتهى.
وقال ابن مسعود : ( من كان عنده علم فليقل به ، ومن لم يكن عنده علم فليقل : الله أعلم ، فإن الله قال لنبيه : ( قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) ص/86 .
" إعلام الموقعين " (2/185)
وانظر جواب السؤال رقم : (
21018)
والله أعلم .

جعلنا الله وإياكم ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه .
رد مع اقتباس