أختي الكريمة، أولاً أسمحي لي أن أطلب منكِ أن تستبدلي معرفكِ هذا، فالمعرفات التشائمية حتى ولو لم يعنيها الشخص قد تنعكس عليه سلباً من خلال مايراها بشكل يومي، فحاولي أن تلجأي إلى استبدالها بمعرفات تفاؤلية.

أختي موضوعك سهل جداً ويسير وستدركين ذلكَ مع الأيام، أنتي جديدة في الغربة، وأنا الآن مغترب لي سنتين تقريباً، الشعور الذي يداهمكِ طبيعي جداً بسبب تغير طبيعة حياتك المعيشية التي ألفتيها منذ أن كنتي صغيرة هذا جانب، والجانب الأخر بعدكِ عن أهلكِ ووطنكِ والفراغ الذي تشعرين به، أحدثكِ وأنا ذلك الرجل الذي لدي الحرية بأن أذهب أين ما أريد وأدرس ووقتي إلى حد كبير مملوء كنتُ في بداية غربتي شعرت بما تشعرين به من تعب وغربة وقلق، وربما أن طبيعتكِ حساسة جداً وهذا يساهم فيما تشعرين به.

أنا أقترح عليكِ أن تتحدثي مع زوجكِ وتشتكي إليه ليخفف مما تشعرين به، أنتي فقط تحتاجين إلى من يستمع إليك وتفضفضين إليه وبنفس الوقت من يطمنك ويعطيك من كلمات الأمان، أذكري لزوجكِ أن من الأسباب أنكِ تشعرين بفراغ، وحبذا لو تنازل قليلاً وجعلكِ تدرسين حتى ولو كنتي مغطية بالكامل، فهنا بامريكا هناك الكثير من البنات المتغطيات يدرسن ومتفوقات ولا يختلطن بالرجال وحتى بالفصل تجدينهن يأخذن زاوية ويجلسن فيها.

وفقكِ الله، وتذكري أن هذه الحالة التي تمرين بها مرّ بها كل مغترب على أختلاف درجة قوتها، فقط حاولي أن تتحدثي مع زوجكِ ولا تكتبي رسالة، حديث مباشر واشتكي له، حتى لو كتبتي رسالة بالنهاية سيأتي هو ويناقشك، لذلك فاتحيه بالموضوع مشافهةً.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..