قرات الموضوع منذ مدة و حفظته لأرد في متسع من الوقت
إعفاء اللحية ليس حرية شخصية هو من سنن الفطرة
و قد ذهب جماهير أهل العلم إلى وجوب إعفائها
و الإختلاف كان على جواز أخذ ما زاد عن القبضة من عدمه
و الأدلة الشرعية في هذا الباب كثيرة ومن تتبع الحق وجده
و قد أمر الرسول صلى الله عليه و سلم بذلك و بأكثر من صيغة : أعفوا اللحى, وفروا اللحى , أرخوا اللحى
تصوروا ان رسول الله صلى الله عليه و سلم اعترض أحدهم و قال له أعف لحيتك هل سيرفض و يقول لم أحمل هذا على محمل الأمر طبعا لن يجرأ على ذلك مسلم أيا كان
فمن قال لرسول الله لا على سبيل المعارضة انفك من عهد الايمان
ناهيك عن كون الله عز و جل أمر بطاعته صلى الله عليه و سلم بنحو من سبعين موضعا في القرآن
و منها قوله تبارك و تعالى :
وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(
و قد روى أبو داوود بإسناد حسن أن رسولين من قبل كسرى أتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم و قد أطلقا الشوارب و حلقا اللحى فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه و سلم أعرض عنهما فلما هما بالإنصراف نادى عليهما رسول الله صلى الله عليه و سلم و قال من أمركما بهذا قالا ربنا كسرى
فقبض الرسول صلى الله عليه و سلم على لحيته و قال و بهذا أمرني ربي عز و جل
ثم أريد تنبيه أحبتي في الله بأن قول الإيمان في القلب و ليس بالمظاهر قول خطير قد يوقعنا في الإرجاء المخالف لعقيدة أهل السنة و الجماعة فلتحذر يا مسلم أن تخدش عقيدتك من هذا الباب
الإيمان ما وقر في القلب و صدقه العمل
فمدعيه باطنا فقط يخشى عليه من النفاق و مظهره ظاهرا فقط يخشى عليه من الرياء
و اما القول بأن أصحاب اللحى يمعنون في المعاصي فهي حجة واهية يزينها الشيطان هل نترك الصلاة مثلا لان عبد الله بن ابي بن سلول المنافق كان يصلي لا اعتقد أن عاقلا يقول بهذا
و أما بالنسبة لصاحبة الموضوع أقول من حق صديقتك أن تحزن و تخاف فهي علامة انتكاسة خاصة و أنه ملتزم و قد تتبعها تنازلات اخرى فعلا اللحية تربي أصحابها إن أطلقت اتباعا و حبا للنبي و ليس نفاقا ففيها سمت و هوية تحول دونه و دون الجرأة على المعاصي لكن نصيحتي لصديقتك لا تحتدي معه و لا تشدي عليه انما بالرفق و اللين و الموعظة الحسنة و بأساليب غير مباشرة و غير مستفزة إن أمكن حتى لا تعين عليه الشيطان أو تصبح المسألة عناد مع الإكثار من الدعاء له
أسأل الله الهداية لي وله و للمسلمين