عزيزتي..
الأمومة فطرة عظيمة تعتمل في صدر كل امرأة .. وتتعطش لإشباعها وتتمنى اليوم الذي تحمل فيه فلذة كبدها بين يديها .... هذا أمر لا يمكن أن يلومكِ عليه أحد أو يستكثره عليكِ.
ولكن ما أراه أنكِ تنظرين للمواقف التي تمرين فيها بكثير من الحساسية وتحوير المقاصد وتفسيرها تبعاً لحالتكِ النفسية المتعبة ... لا أنكر أن هناك فئة من الناس لها حركات تعل القلب وتمارس فضولها بطريقة مستفزة .. ولكن معظم ـ إن لم يكن كل المواقف التي تحكينها أراها عادية تحتمل الكثير من حسن المقصد وبراءة الدافع.
أما عن موقف زوجكِ .. فلماذا تعتبرينه سلبياً؟ .. لماذا لا تعتبرينه من باب الصبر والثقة في الله والتوكل عليه.
الحمدلله أنتِ سليمة معافاة وهو كذلك سليم معافى .. فما الذي تريدينه أن يفعله سوى الصبر والدعاء؟
يا عزيزتي الرجال أيضاً لديهم غريزة الأبوة ويتمنون إشباعها دون شك .. ولا أتصور رجلاً لا يتمنى أن يرى ابنه بين يديه .. ولكن ليس بالضرورة أن يعبروا عن افتقادها بنفس الطريقة كما نفعل نحن النساء.
بعد إنجابي الأول حملت وأجهضت مرتين .. وبعدها بقيت بدون حمل مدة عشرة شهور تقريباً .. اقترحت عليّ أخت زوجي خلالها أن أذهب لممرخة لعل الله يرزقني الحمل بعدها .. مع أنني كنت سليمة ولم أكن أعاني من أية مشاكل تعوق الحمل .. ورغم أنني لم أكن مقتنعة بحكاية الممرخة تلك إلا أنني استشرت زوجي وقلت في نفسي: لو وافق فسأجرب الأمر .. إلا أنه رفض ـ رغم أنه كان يتمنى أن أحمل اليوم قبل بكرة .. وقال لي: الحمدلله انتي ما فيج الا العافية ولو مكتوب لج الحمل بتحملين بإذن الله.
عزيزتي..
كل شيء له جانب إيجابي .. حتى في الأمور السيئة .. فابحثي عن تلك الإيجابيات في حياتكِ حتى لو كانت صغيرة ولا تركزي على السلبيات فقط .. وثقي أن رزقكِ مكفول بإذن الله إن كان قد كتبه لكِ ـ والذرية من الرزق ـ وأنه على قدر الصبر والاحتساب يكون الجزاء والثواب بإذن الله.
وأخيراً .. الزمي الاستغفار يا عزيزتي .. وأكثري منه قدر ما تستطعين وفي كل وقت .. واجتهدي في الدعاء .. فوالله لا أحسب أن حملي في ابنتي سابقاً وحملي الآن إلا ببركة الاستغفار والدعاء.
أسأل الله أن يرزقكِ من حيث لا تحتسبين.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.