منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - عدم انجابي مسبب لي حاله نفسيه
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-11-2011, 03:20 PM
  #22
العـ/الفريد/ـقد
عضو متألق
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2,267
العـ/الفريد/ـقد غير متصل  
أختي الكريمة أديم سبيع
الحياة لا تخلو من المنغصات مطلقاً. وعلينا تعلم التعايش مع أنفسنا وأزواجنا بل وكل المجتمع.
تذكرت قصة المعلم الذي أحضر لوح أبيض كبير ولم يكن يعكر هذا البياض سوى نقطة واحدة صغيرة وسوداء. وأخذ يسأل طلابه واحد بعد الآخر عن ما يرونه في هذا اللوح. وكانت إجابة الجميع نرى نقطة سوداء. دهش المعلم وقال تركتم كل هذا البياض والنقاء والصفاء ولم تروا إلا هذه النقطة السوداء الصغيرة؟!.

هذا هو حال البشر في التعامل مع ما يرهقهم ينسون كل النعم ويصوبون نظرهم باتجاه تلك النقطة الصغيرة وكأنها كل الحياة. ويبقون يعيشون في دوامة الحزن متناسين أشعة النور التي من حولهم.

أختي أنتِ سليمة وزوجك كذلك فلله الحمد والمنة وهذه نعمة عظيمة. بالإضافة أن لديك زوج رائع لا يريد التطرق لموضوع الإنجاب ظناً منه أنه يحافظ على سلامة مشاعرك هكذا ويريد إيصال رسالة لك مفادها أن الأمر غير مهم عندي والأهم هو أنتِ.

ارفعي يديكِ للسماء فإن ربك يستحي أن يعيدهما صفراً. وأحسني ظنك بالله وكوني متيقنة و واثقة من إجابته لك سبحانه وإياكِ والتشكيك في إجابة دعوتك.

ولتتعايشي مع المجتمع والناس عليك بإحسان الظن والتغافل. ليس لك سوى هذان الإثنان لتنظفي قلبك وتستطيعي الإجتماع والإحتكاك بالناس. أما سوء الظن فسيتعبك يا عزيزتي مثل ما قلتيه أن أحد صديقاتك لا تحضر أطفالها , لماذا أسأتِ الظن بها؟؟ لربما لا تريد ازعاجك بهم وقلب بيتك رأساً على عقب.. ولربما لا تريد تقليب المواجع عليك.. ولربما لا تريدك أن تتعبي في ضيافتها هي وأطفالها أيضاً.. الأعذار ياأختي كثيرة جداً جداً فاحملي لهن عذراً على الأقل من أجل نفسك. وحتى لو تيقنتي من مقصد إحداهن السيء فلا تكترثي لها واعلمي أنها تراكِ أفضل منها لذلك تحاول تشويش تفكيرك.
قال ابن سيرين: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا، فإن لم تجد له عذرا فقل لعل له عذرا لا أعرفه.

ثم هل تظنين أن كل من لديها أطفال سعيدة؟ بعض الأمهات ترى التي لم يرزقها الله بعد بالأطفال في نعمة عظيمة وتغبطها عليها. وبعضهن تقول ( يا حظها وقتها لها تتزين تروح تجي ما عندها شي يعطلها) وبعضهن تغبطها على هدوء البيت ونظافته التامة وانشغالها بزوجها والتزين له وإعداد ما يشتهي من أصناف الطعام . وصنف ترى التي تأخرت في الإنجاب محظوظة للغاية فهي في أحسن صحة وبعافيتها فالحمل والولادة ترهق الأم كثيراً. وصنف آخر من الأمهات لا تستطيع وضع رأسها كل ليلة على مخدتها إلا ورأسها مليء بالأفكار والهموم والخوف والقلق على صغارها وما أن تستيقظ في اليوم التالي تجد وجه شاحب أمام المرآة من كثرة التفكير وقلة النوم وبعض الأحيان من سوء التغذية. بعضهن يبتليها الله بطفل مريض وذا صحة سيئة وذهاب وإياب من وإلى المستشفيات ومراجعات وعمليات لدرجة أن الأم تقول في نفسها ((ياليتني مت قبل هذا وكنت نسياً منسياً)).

إحمدي الله يا أديم ولا يجدك ربك إلا شاكرة راضية ومن تقول لك لا يوجد بيننا شيء مشترك قولي نعم بالتأكيد لا يوجد فمستوى التفكير حقاً مختلف. ومن تسأل عن الحمل أجيبي بثقة الحمد لله سليمة ولا أشتكي من شيء ولكنها إرادة الله.
ومن تبقى على هذا الحال وتزن وتكثر السؤال اسأليها عن شيء يضايقها ويكدرها في الحياة حتى تصلها رسالة منك مغزاها ( الكل لديه ما يهمه ويشغله ولديك همومك فانصرفي إلى نفسك وحالك واهتمي بشؤنك). صدقيني ستفهم مقصدك وستنزل عينيها في الأرض.

وفي الختام سلامي لأهل سبيع الكرام
رد مع اقتباس