منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - هل " الحب أعمى " ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-2011, 10:51 AM
  #10
رجل الرجال
عضو المنتدى الفخري
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 4,415
رجل الرجال غير متصل  

أخي الكريم أبو حكيم:
موضوع جميل ويحتاج إلى تأسيس المفاهيم أولاً فهو مركب من عدة عناصر متداخلة نتج عنها مثل هذه العبارة.
المركب الأول في هذه الخلطه القلب موضع الحب:
1- الحب من القلب.
2- القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء.
3- القلب يتقلب لذلك يحب إلى درجة التطرف وصوبلاً لمضادة مصالح النفس من أجل من يحب ثم ينتقل إلى الكره إلى درجة التطرف.
4- العقل يعي ما يفعلالقلب من الانتقال من الذهاب إلى طرفي النقيض ولكن إن ترك القلب يقول المركبة أصبح بلا قيمة مهما كان حجمه وإن تولى القيادة أصبحت قوة اندفاع القلب غير مجدية.
المركب الثاني هو ما هية الحب وكيف صار أعمى:
1- توجد نظرية للشيخ على الطنطاوي رحمه الله ( أديب وعلم ومؤرخ سوري قضى أغلب سنوات عمره في مكة المكرمة) أن المحب الذي يصنف نوع حبه أعمى هو محب لنفسه لا لمحبوبته لأنه يشعر أنها جزء من حبه لنفسه وأنها تستحق هذه المرأة فيتمسك بها واستشهد لذلك رحمه الله بقيس ابن الملوح وليلى فقيس قابل زوج ليلى الذي لم يرى منها ما رأى قيس وقيس لم يعاشرها بل عاش تائها فيتخيل ليلى التي يحبها وأنه يستحقها فيتغنى بليلى التي في خياله والتي ارتبطت في البداية بليلى الواقع.
2- من امقال الجاهلية ( إذا نُكح الحب فسد) وتفسيرها أن العاشق يتمنى الوصول لمعشوقته فإذا تزوجها نظر إلى من رآهافي خياله أنها معشوقته أصبحت أمرأة من الواقع لا تطابق مواصفات خياله ) وفي الأمثال العامية في نجد ( وسط السعودية) يقول المثل (من أخذ حب خلى عياف) أي من يتزوج عن حب يطلق كره وألمثال ليست قاعدة ثابته ولكنها خلاصة تجارب المجتمع.
المركب الثالث: التغاضي عن العيوب
1- الناس خارج العلاقة الزوجية يحكمون على الظاهر ولا يعلمون في البطن.
2- يتحمل أحد الزوجين وهو الأفضل الآخر وهو الأسوأ ليس حباً وعشقاً بل لأمور أخرى عديدة تمت الموازنة فيها بين البقاء وعدم ففضلت البقاء.
العنصر الرابع في هذه الخلطة تفاضل الزوجين فيما بينهما وحظ الأقل بقبول الأوفر حظاً:
1- هي من مقادير الله التي يمنحها من يشاء ويمنعها من يشاء والقصد أنها ليست بإرادة القلوب والعقول فإن عميت القلوب فمن أعماها ولماذا؟
2-كما قالت إحدى الإبنة بشرى فقد تكون الزوجة الصالحة الجميلة المحبة لزوجها نعمة من الله صرف قلبها وعقلها وكل ما منها وما معها لمن دعت له والدته التي هو بار بها.
3- قد تكون الزوجة الصالحة المحبة عند الرجل السيئ أو الزوج الصالح المحب عند المرأة السيئة زيادة في درجات أحدهما في الجنة وزيادة إثم للآخر.
__________________

لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.