أختنا الكريمة/
-والله إني أشفقتُ على البنت وردة فعلها من باب التعاطف، وإني أعذرها فلها الحق كباقي البنات أن تفرح، وتبني أحلامها على عرش الزواج، وتبدأ بالتخطيط لحياتها المستقبلية.
-أسأل الله أن يربط على قلبها، ويثبتها، ويبدل أخاك خيراً منها، ويبدَلها خيراً من أخيك.
-لن ألومكم على فعلكم السابق الآن فقد مضى وانتهى، ولكن الموضوع برمّته يحمل أخطاءً كبيرة من قبل.
-في المقابل إن الرجوع عن الخطأ من فعل الكرام، والأفضل أن يكون من البداية، والاعتراف به فضيلة، وإصلاحه أمر حتمي في معظم الأحيان.
-آمل منكم ما يلي:
1) التوقف من جانبكم عن الحديث في هذا الموضوع إلا للنصح والدلالة على الصواب؛ كي لا يتم شحن أخاكم بطريقة غير مباشرة فيؤثر على قراره؛ لأن كلام الأهل يكون استفزازياً بعض الأحيان حينما يصدر من النساء خصوصاً. مثلاً تقولون: لماذا خطبنا هناك؟ ما هذه الورطة؟ ما هؤلاء الناس؟ كيف نتخلص منهم؟...الخ.
توقفوا عن هذا، ودعوا الخلق للخالق.
2) بما أن أخاكم قد قرر قراره فأقترح عليه ما يلي:
أن يتصل عليها..يتحدث معها بهدوء وبلهجة واثقة وبكلام رسمي..ثم يقول: أنتِ ابنة أناسٍ كرام، وأبوك وأمك أناس كرام أصحاب قلوب طيبة، وليس بكم أي عيب. وأنتِ تعلمين يا فلانة أن الرسول صلى الله عليه وسلم أوصانا بالاستخارة..وأنا لا أخفيكِ أنني رجل استخرتُ الله كثيراً، ولا أشعر بانشراح لهذا الزواج وإكماله؛ وأسأل الله أن يرزقك بخير مني عاجلاً غير آجل، وربما لا أكون لك الزوج المناسب، أو لا ترتاحين معي، والخيرة فيما اختاره الله سبحانه عالم الغيب..لذا رأيتُ أنه من الأفضل أن يذهب كل واحد منا في طريق، وأي شيء تريدينه فأنا مستعد.
3) إذا طلق وانتهى موضوعه فأغلقوا هذه الصفحة تماماً.
4) ابحثوا لأخيكم في قبيلتكم فهذا مناسب لكم من خلال سياق كلامك، ولا تهملوا عنصر الدين والأخلاق، وتغلبوا عنصر القبيلة.
:::
ملاحظات مهمة:
أ) إذا طلق الرجل المرأة قبل الدخول وقبل الخلوة فليس لها عدة، لقول الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً)).
ب) ولكنها تستحق نصف المهر، لقوله تعالى: ((وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى)).
ت) يقول الشيخ عبدالله بن جبرين: ومعنى قوله تعالى: ((وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ)) ، هو الجماع، ولكن يدخل فيه الخلوة، فإذا خلا بها وأغلق الباب، وأسدل الحجاب، وكشف النقاب، فإن هذا دخول، ولو لم يحصل جماع، ولو لم يحصل وطء، فإن الخلوة توجب العدة عليها بعد الطلاق، وإنما التي لا عدة عليها هي التي ما خلا بها على ما ذكر. والله أعلم.
ث) إذا تم الطلاق قبل الدخول والخلوة فلا عدة عليها، أما إذا تم بعد الخلوة سواء حصل دخول (جماع) أو لم يحصل فإن العدة واجبة عليها. والخلوة معناها جلوسهما في مكان مستقل بعيداً عن أنظار الناس.