أختي الفاضله ...
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لا أحد يصنع أحد , فكل إنسان خُلق بشخصيته المستقلة , وله إرادة ذاتيه , وكل إنسان حياته من صُنع يديه
ونتاج سلوكه وأفعاله وقناعاته , فحياتنا من صنع أيدينا .
هذه هي القاعدة , مع وجود شواذ لها , فالشاذ يُؤكد صحة القاعده ولا ينفي وجودها .
التعميم بأن المرأة دائماً توضع في خانة السلبية والتقصير , هو تعميم مرفوض وفي غير محله
ومن وجهة نظر أخرى , هناك من يقول أن الرجل دائماً يوضع في خانة السلبية والتقصير
وهذا أيضاً تعميم مرفوض
ولا يُعقل أن تُتهم المرأة دائما بالتقصير مهما فعلت , إلا إذا كانت رواية الأحداث ناقصة
أو صيغت بطريقة ما , لجذب التعاطف والإهتمام , ولعلنا لو سمعنا الطرف الآخر لتغيرت النظرة تماماً للموضوع .
لنتحدث عن المنتدى ...
لم أرَ هذا التعميم الذي تحدثتي عنه , وأرى هناك قدراً كبيراً من الردود المنصفة , من الرجال والنساء
سواءاً كان صاحب المشكلة مرأة أم رجلاً , مع وجود البعض ممن تبرأو من الحيادية
وكأنهم أعداء لها , وتوجهاتهم على ما يبدو , تتأثر بحالاتهم النفسية والمزاجية ,
ولا تعرفي لهم وجهة بالتعاطف , فأحياناً معادين للنساء , وأحياناً أخرى يرون الرجال شر مستطير .
أختي الفاضله ...
الحياة الزوجية , هي نتاج جهد وسلوك وقناعات وأفكار كلا الزوجين
فعندما نجد حياة زوجية ناجحة , فهي نتيجة جهدهما المشترك , وليس جهد طرف دون آخر
كما أنهما شركاء في الفشل , فلا يُمكن وليس منطقياً أن يكون للنجاح أكثر من أب , وللفشل أب واحد فقط !
ولكن يحدث أحياناً أن يبذل أحد الطرفين أكثر من الآخر , ورغم ذلك تفشل الحياة
وهذا له أكثر من سبب ومنها :
قد يكون عدم توفيق من الله , وقد يكون عطاء غير رشيد من طرف ما , والآخر مهمل
عندها يصل المعطي لحافة الإنفجار , ويرى أن صاحبه هو سبب فشل الزواج
هي وجهة نظر صحيحة من ناحية , ولكن من ناحية أخرى فإن العطاء غير الرشيد يضغط على صاحبه نفسياً ويخرجه من طوره
ولا يقتنع أنه كان مساهماً بإفشال الزواج , بتدليله الزائد لصاحبه الذي تعود على الأخذ , ولم يعلمه العطاء , ولم يكن المعطي جاداً بطلب حقه .
الشكوى من الأنانية عامة لدى الطرفين , فالرجال يشكون أنانية النساء , والنساء يشتكين أنانية الرجال
هي ليست أنانية لدى أي من الطرفين , ولكنه سوء فهم لطبيعة الجنس الآخر
فالمرأة تتعامل مع الرجل بطريقتها وطبيعتها , والرجل يتعامل مع المرأة بطريقته وطبيعته
الرجل عليه أن يُتقن اللغة التي تفهمها المرأة , والمرأة عليها أن تتقن لغة الرجل
فالمرأة والرجل فعلاً يختلفون بكثير من الأمور .
بالنظر لطبيعة وطريقة تفكير كلا الجنسين , ولتقريب الفكرة أكثر
أجد أنه من المعقول جداً , أن نشبه المرأة والرجل بشخصين مختلفين تماماً
أحدهما صيني والآخر فرنسي , وتخيلي مدى الإختلاف الفكري واللغوي والثقافي بينهما
فلا يُمكن لهما التفاهم والتواصل والعيش بسلام وسلاسة بدون أن يتعلم كلاهما لغة الآخر وثقافته وفكره , ويحترم الإختلاف بينهما
لا يكفي لذلك أن يتعلم واحد فقط دون الآخر , فبهذه الحاله سيكون عطاء غير رشيد
وسيشعر المضحي أنه تنازل عن لغته وثقافته وفكره , من أجل الآخر الذي لم يكلف نفسه
بتعلم المثل , ليرد له المعروف وحُسن صنيعه , ويستطيع التواصل معه بكل سهولة ويسر , والحصول على أفضل ما لدى الآخر .
________________
الأخت الفاضلة عبره وهلت
أنتِ قلتِ :
اقتباس:
هل ذقتنا مر الخداع والكذب من لحظة الخطوبه وحتى الطلاق
ليس كذب لتفادي النكد اوغيره
ولكن كذب للتضليل
عذرا على البوح ربما بالقلب حرقة
|
عفواً أختي الفاضله
بما أن الكذب بدأ من لحظة الخطوبة , فلماذا لم توقفي هذا الزواج في حينه عندما اكتشفتي الكذب
ولماذا خاطرتي ؟
أين تضعي حدود مسؤوليتك عن زواج كهذا رغم علمك بكذبه ؟
أين دور وليك الذي زوجك من هذا الكذاب ؟
أترين أن وليك قام بما يكفي تجاه التحري والسؤال عن خطيبك ؟
لا أريد أن أثقل عليكِ بأسئلتي أكثر مما سألت , ولكن رغبت أن أضع عنواناً عريضاً , قد يكون هو السبب لفشل زواجك .
عوضك الله خيراً مما فقدتي .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو حكـيم ; 01-06-2011 الساعة 09:16 AM