اختي الفاضله لا يخفى عليك أيضاً أن كثيراً من الرجال -بل والنساء أيضاً- فيهم مثل هذا الطبع وهذا الخلق، ومتى كان الأمر كذلك، فلا بد من علاجه بهدوء وصبر وتحمل، فلا تنسي أولاً أنه زوجك، ولا تنسى ثانياً أن بينكما عشره – نسأل الله أن يجعلها من الصالحات – مضموماً إلى ذلك يمكن أن تجدي في زوجك أخلاقاً أخرى حسنة،
فبهذا النظر وبهذا التأمل تستفيدين فائدة أولى، وهي أن تكوني أكثر تحملاً وأكثر استعداداً للصبر على زوجك، فإن نظرك إلى جانب سيء من الجوانب التي لديه قد يعظم في نفسك حتى تتوهمي أن الحياة معه قد صارت قريبة من التعذر، بينما إذا التفت إلى الجوانب الأخرى الطيبة والمشرقة فيه، خف عليك ما تجدين من سوء عشرته، ومن حدة طبعة، ولذلك ثبت عن البني صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لا يفرك مؤمن مؤمنة ( أي لا يبغض مؤمن مؤمنة ) إذا سخط منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر) متفق عليه.
فبين النبي صلى الله عليه وسلم، أن المؤمن والمؤمنة لا بد لهما من أن يتوافقا، وأن يحاول كل منهما النظر في الأمور الحسنة الطيبة التي في صاحبه، وإن كان قد يبغض الواحد منهما بعض التصرفات من صاحبه.
ومن ذلك أيضاً التذكير بالله تعالى وبما أمر به من حسن العشرة، مع مراعاة الأسلوب الحسن في ذلك، بحيث لا يتهمك بأنك تقصدين أنه رجل يسيء عشرتك، إلى غير ذلك من الظنون السيئة، والمقصود أننا نوصيك بعدم ( السآمة ) التي أشرت إليها، ولكن تذكري صعوبة الحال، وصعوبة ما قد يعانيه زوجك والأوضاع التي يمر بها، فتجعله على هذه الحال التي لا ترضيك.
واوصيك وصية أكيدة، بعدم محاولة إدخال طرف ثالثٍ بينكما، بل حاولي أن تعالجي مشاكل أسرتك دون تدخل من أحدٍ، فإن وضع زوجك النفسي لا يجعله يتقبل مثل هذه الأمور، وسيشعر بأنك تعملين على الإساءة لسمعته، فتجنبي إشراك أي إنسان في مشاكلكم، وحاولي أن تحليها بنفسك، مستعينة بالله طالبة المدد من الله تعالى في ذلك.
ومما يشرع لك أن تصلي صلاة ( الحاجة ) وهي ركعتان نافلتان، تصليهما ثم تسألين الله تعالى صلاح حالك مع زوجك، واجعلي من دعائك: ( ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً ).
ونسأل الله لكما التوفيق والسداد والصلاح والمعافاة.
التعديل الأخير تم بواسطة mahmoud hawamde ; 09-04-2011 الساعة 12:06 PM