حبيبتي روح..
ما شاء الله الأخوات لم يقصرن وأشرن عليكِ بنصائح قيمة .. وأعجبني كثيراً كلام العزيزة عبير الأحلام.
غاليتي .. لأول مرة أعرف أن والدي رحمه الله كان جنوبياً .... والدتي رحمها الله كانت هي رجل البيت ومسؤولة عن كل شيء من الألف إلى الياء .. ابتداءً بشؤون المنزل وشؤوننا .. وانتهاءً ببلعمال الذين كانوا يعملون عندها حيث كانت هي التي تنهي إجراءاتهم وأوراقهم .. وتركض هنا وهناك لتحل مشاكل هنا وتوفي متطلبات هناك ..... ورغم كل هذا فما علمت بطبع والدي إلا بعد سقوطها بين براثن المرض ثم الموت واختفاء المرأة التي كانت تحمل عنه كل شيء .. ومحاولته رحمه الله أن يفرض علينا نحن أبناؤه بعضاً مما كانت تحمله هي من مسؤوليات .. والسبب ببساطة أنني لم أسمعها في حياتي تشتكي أو تتذمر من سلوك وطبع والدي.
حقيقةً أمي رحمها الله كانت امرأة قوية
ولكن بالأمانة لن أفرض عليكِ أو أتوقع منكِ أن تكوني بذات القوة .. فالإنسان طاقة واحتمال .. وكلٌ له مقدرته على التعامل مع مثل هذه الأمور .. لذلك ربما ألتمس لكِ العذر عندما تقولين (فاض بي الكيل) .. صحيح أنني أرى من كلامكِ أن زوجكِ يحبكِ كثيراً وأنتِ كذلك .. ولكنني في نفس الوقت أدرك أن الحب ليس دائماً كل شيء .. وأدرك أن التراكمات يمكن أن تؤذي الحب في وقتٍ ما .. إلا أنني في كل الأحوال لا أريدكِ أن تقدمي على أمر وتندمي عليه فيما بعد .. وأحسب أنكِ ـ بشخصيتكِ وعقليتكِ ـ حكيمة وتستطيعين تقدير عواقب الأمور .. لذلك لا أتصور أنكِ ستقدمي على تصرف ترين أن سلبياته أكثر من إيجابياته.
أقترح عليكِ فقط أن تعطيه مهلة وفرصة .. انتقلي معه إلى شقتكما ولمي شملكما مرةً أخرى وانظري كيف سيكون أمره بعد ذلك.