منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - رحلة ليست كأي رحلة .. رحلة في كنف الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-12-2010, 02:42 PM
  #3
مهره
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية مهره
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 17,491
مهره غير متصل  
استيقظنا فجراً (اليوم الثاني عشر) وانتظرنا لما بعد صلاة الظهر للتوجه للرمي .. ولكن نظراً لأن معظم الحجاج متعجلين ـ مثلنا ـ فقد كان الزحام في الخارج على أشده .. فانتظرنا قليلاً لعل الزحام يخف .. ثم دعوت الله بالتيسير وتحركنا عند الواحدة والنصف تقريباً وانغمسنا في زحام شديد رهيب وكأنه يوم الحشر .. ورغم أنني رأيت بعيني بعض التصرفات المؤسفة بسبب تدافع الحجاج إلا أننا رغم ذلك لم نتعرض لأي أذى والحمدلله.

كنت أتوقع أنني سأضطر للرمي من مسافة بعيدة .. وخشيت أنني لن أتمكن من الرمي بشكل صحيح بسبب هذا .. ولكن سبحان الله الذي ييسر على عباده حيث تمكن زوجي من إفساح طريق لي واستطعت عند كل جمرة الوقوف أمام الشاخص مباشرة والرمي بسهولة ولله الحمد .. أما الدعاء فقد دعوت بما استطعت .. ولكن شدة الزحام وضرورة سرعة المشي حرمني لذة التعمق والخشوع الذي شعرت به في اليوم السابق.











وخلال يومي الرمي كنت أشعر بذات الشعور الرائع الذي شعرت به بعد الرمي في اليوم الأول (الحماس والانتصار والفخر) .. وطوال تلك الأيام الثلاثة كانت العزيزة (جداوية وافتخر) على بالي وأقول: والله صدقتي يا جداوية .. لأنها هي من نصحتني بعدم توكيل زوجي والرمي بنفسي حتى أشعر بقيمة الثواب الذي سأحصل عليه بإذن الله .. ويشهد الله إن كلامها صحيح 100%.


بعد انتهائنا من الرمي عدنا مباشرة إلى السكن مشياً على الأقدام .. ومنذ خروجنا من المخيم وقيامنا بالرمي وعودتنا إلى السكن كان الجو جيداً والحرارة معتدلة مع تجمع بسيط للسحب .. ولكن ما إن دخلنا السكن وبعد حوالي ربع ساعة فقط أبرقت السماء وأرعدت وهطلت أمطار غزيرة وتسارعت حركة الرياح حتى إن الشارع الخلفي الذي تطل عليه نافذة غرفتنا في السكن تحول إلى نهر صغير يمشي الماء فيه بسرعة بسبب الرياح .. فقلت: سبحان الله الذي شاء ألا نخرج من منى وأن يكون أداؤنا للمناسك كاملاً.



كان هذا يومنا الأخير في السكن حيث كان يجب أن نعد حقائبنا ونسلمها للحملة في ساعة مجحدة من اليوم .. على أن توصلنا الباصات إلى الحرم لطواف الوداع بعد ذلك .. وبالفعل تحركنا عند العاشرة مساءً .. حيث بدأن بصحن الحرم كما هي العادة إلا أننا لم نتمكن من الصمود وآثرنا النفاذ بجلودنا والصعود إلى الطابق الأول .. فقد كان الزحام والتدافع في الصحن شديداً جداً جداً ولم يكن هناك مجال للحركة بسهولة .. أما في الطابق الأول فقد كان الوضع أفضل بكثير حيث كان الزحام خفيفاً والحركة يسيرة والحمدلله .. ورغم أن المسافة طويلة في الأعلى قياساً بالصحن إلا أننا كنا نقطع الأشواط بسهولة ونتفاجأ بعد كل شوط أنه انتهى سريعاً فلم نشعر بتعب بفضل الله.

وبعد الطواف شربنا ماء زمزم .. ثم صعدنا للطابق الأخير وصلينا هناك ركعتي السنة.





ومن الأعلى رأينا المسعى الذي كان ممتلئاً على آخرة بالساعين.






بعد أن أتمننا طواف الوداع عدنا إلى السكن مع آذان الفجر .. حيث لم يكن هناك متسع كبير من الوقت للنوم .. وتحركنا بالباصات إلى جدة في الصباح الباكر متوجهين إلى المطار .. وآآآآآه من المطار .. وما أدراك ما المطار .. وما حدث في المطار .. ولا أقول سوى ما مازحت به الأخوات معنا: إنه كان جهاد آخر لعل الله أراد به أن يجبر أي تقصير بدر منا أثناء مناسك الحج.


وعدنا للبلاد بحمد الله



يتبع...
__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.