الأرملة والزوج الحكيم ... قصة واقعيه
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه قصة واقعية حدثت في هذا الزمن
إمرأة تزوجت
أحبت زوجها حباً شديداً
وهو كذلك
أخلصا لبعضهما
حلما معاً
فرحا معاً
حزنا معاً
بكيا معاً
ضحكا معاً
أنجبا الأبناء والبنات
في يوم ما
غيبه الموت فجأةً
صعقت
ذهلت
بكيت
حزنت
ولكنها إمرأة مؤمنه
سلمت بالقضاء والقدر
لا زالت شابه
وأم لأيتام
آثرت العيش من أجل أطفالها
تربيهم وتعلمهم
ولكن مصاعب الحياة
أجبرتها على التفكير بالزواج
بحثت عن السند والعشير
تقدم لها ذلك المتدين
قالوا له
إنها متعلقة جداً بفقيدها
لم يكترث
كانت تحبه حباً جما
لم يكترث
لا تفتأ تذكره
لم يكترث
ستشتعل غيرتك
لم يكترث !
إشترطت عليه
ألا يفرق بينها وبين أطفالها
وافق على ذلك
قالت لا غنى لي عنهم
وهم كذلك
قال وأنا أعينك على تربيتهم
سأكون كأبيهم
وأكسب أجرهم
إنهم أيتام وسأكفلهم
تساءلت بسرها
أي رجل هذا ؟!
تم الزواج
ليلة هنا
وأخرى عند الأولى
تمضي الأيام رائعةً
أطفالها اعتبروه كوالدهم
وهو اعتبرهم كأبنائه
كلما جلسا معاً
تذكر فقيدها من حيث لا تشعر
ينطلق لسانها رغماً عنها
لم يكترث
وتتساءل بسرها
أي رجل هذا ؟!
كان يجاريها في حديثها
يذكره بالخير
كما تذكره
يثني عليه بالخير
كما تثني هي عليه
إذا ضاق صدها
ذكر سيرته
تنفرج أساريرها
فيرى بياض أسنانها
ووجه يشع بالسرور والفرح
تتساءل بسرها
أي رجل هذا ؟!
ألا يغار
ألا يتضايق
لم تتمالك نفسها
مراراً وتكراراً
سألته
ألا تغار من ذكراه
وأنت زوجي
فيجيب
وهل يغار العاقل من متوفي
رجل مضى إلى ما قدم
رحمة الله عليه
وهكذا دواليك
غمرها بحبه وعطفه
أسرها بطيبته وتعامله
وأوشك الأطفال
أن ينسوا والدهم الحقيقي
تمضي الأيام
وشاء الله أن تحمل
وحالها لم يتغير
من حيث لا تشعر
تذكر فقيدها
وتترحم عليه
وإذا نسيت
ذكره هو وترحم عليه
ولا تزال مذهولة
وتتساءل
أي رجل هذا ؟!
تمضي أيام الحمل
وعلمت أنها تحمل ذكراً
سألته مرارا
ماذا سنسميه
لم يجبها
وضعت مولودها
سألته ماذا نسميه
قال لها
اختاري إسما
قالت بل أنت
قال سأسميه فلاناً
مفاجأةً مدويةً
لم تتوقعها
لم تصدقها
وظنت أن سمعها خذلها
قالت أعد
قال فلاناً
أتدرون يا كرام
من هو فلان ؟
إنه إسم فقيدها
أصر هو على الإسم
تعجبت كما لم تتعجب من قبل !
وتتساءل بسرها وعلانيتها
ألا يغار من فقيدي ؟!
أي رجل هذا ؟!
ويأتيها التأكيد منه
هل يغار العاقل من متوفي
لم يلمها على مشاعرها
لم يلمها على حبها
لم يلمها على إخلاصها
لم يعتبرها خائنة ولا كاذبه
فهم الأمر .. ببساطه
هي أمرأة أخلصت لرجل
كان زوجها وتوفي
لم يتذمر من ذكراه
لم يسأم من سيرته
وهو يرى آثاره في الدنيا
شخوصاً أمامه
أطفاله ويرعاهم كأبنائه
ويعيش معهم كوالدهم
نسيت حب فقيدها
واتجهت بكل مشاعرها
نحو زوجها
إنه والد فلان
إنه والد فلان
إنه والد فلان
أصبح فلاناً
يعيش بذكراه
وإسمه معهم
وهكذا لا زالت تمضي حياتهما .
فهل نتعلم الحكمة أيها المتزوجون ونعرف كيف نسير حياتنا ؟
أترك التعليق لكم .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو حكـيم ; 24-10-2010 الساعة 09:08 AM