والله يا نورة لا يوجد في عائلتي أو عائلة زوجي أطفال أصغر من سلطان .. وبصراحة لم أمر بموقف اضطررت فيه لاختبار غيرة سلطان عندما كان في عمر السنتين أو الثلاثة.
ولكن ما فعلته قبل حتى أن أحمل أنني هيأته لوجود نونو جديدة عندنا .. وكنت أتحدث عن الموضوع وعن بعض المواقف والتفاصيل التي ستحدث .. وعن المساعدة التي أتوقعها منه عندما تصل النونو .. وأقول له: عندما تأتي النونو سنفعل كذا وسنعمل كذا .. وهكذا.
وعندما حملت بالفعل كنت حريصة على أن يتابع معي تطورات الحمل .. مثلاً أريه صورة السونار في كل مرة أراجع فيها الطبيبة .. وأسمح له برؤية بطني ووضع يده عليه وملاحقة حركة النونو في الداخل .. كما كنت آخذه معي ليشاركني شراء حاجياتها.
وعندما اقترب موعد الولادة كنت أحمسه معي بأن الموعد قد اقترب والنونو ستصل قريباً .. حتى أنه جاء معي أنا وزوجي للمستشفى في يوم الولادة .. ولكن نظراً لأن الوقت كان مساء فلم يكن من المناسب أن يبقى إلا أنه أتى ثاني يوم حتى يرى النونو الجديدة وتصور معها بالطبع.
هذا طبعاً مع غرس فكرة الأخ الكبير في نفسه والمسؤول عن أخته الصغيرة والذي يجب أن يحبها ويدير باله عليها ... إلخ.
فعلت كل هذا حتى أقلل من أضرار الغيرة ـ إن وجدت ـ قدر المستطاع .. ولكن ما حدث بعد ذلك جعلني في حيرة بعض الشيء فلم أعلم هل استيعاب سلطان للموضوع سببه أنه كبر بالفعل أم هو طبع فيه فقط .. فسلطان فديته كان يتحمل بكاء مهرة بشكل عجيب جداً وبطريقة لم أكن أتوقعها ممن هم في سنه .. حيث إنه لم يكن يشتكي أو يتذمر على الإطلاق .. ولم يكن حتى يبكي تقليداً لها للحصول على الاهتمام الذي تحصل هي عليه .. بل كان يصمت تماماً وينتظر حتى تهدأ ثم بعد ذلك يأتي ويحدثني أو يطلب مني شيئاً ما .. وإن كانت تبكي وقت نومه فكل ما يفعله أنه يغطي رأسه بلحافه دون أن يقول شيئاً .. وكل ما كان يفعله أن يأتي في اليوم التالي ويجلس معي ومن باب السوالف يقول: مهرة وايد تصيح يا ماما ما تخليني أنام
كما قلت سابقاً لا وجود للأطفال الصغار من حولي .. لذلك لا أعلم حقيقةً هل عدم الغيرة وكل هذا الصبر الذي وجدته في سلطان طبيعي في سائر الأطفال في نفس هذا العمر أم هو خاص به وبطبعه وشخصيته هو؟!
المهم .. ما دامتِ اقتنعتِ فالله ييسر أمركِ ويتممه لكِ على خير.
ومبروك مقدماً