منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - عدوى الحمل
الموضوع: عدوى الحمل
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-09-2010, 12:29 AM
  #1
مهره
عضو المنتدى الفخري
 الصورة الرمزية مهره
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 17,491
مهره غير متصل  
عدوى الحمل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..


ذات بوم سمعت أمي رحمها الله تتحدث عن امرأتين (سلفتين) بشيء من التهكم قائلة: كلما حملت إحداهن حملت الأخرى بعدها مباشرة .. وكأنهما في سباق وتحدي!

كل هذي غيرة؟!!

كان هذا رأي أمي رحمها الله.



شاء الله أن تتزوج أختان من شقيقات زوجي في فترتين متقاربتين .. وشاء تعالى أن تحملا كذلك في فترتين متقاربتين حيث كان يفصل بينهما أقل من شهر واحد.


وكنت أراهما طوال شهور حملهما .. وأرى نمو بطنيهما وأسمع أحداث مراجعاتهما الطبية وتعليقات زوجيهما على حملهما ونصائح صديقاتهما لهما .. وأترقب مع الجميع اللحظة الحاسمة التي يطل فيها الطفل الوليد ليستقر بين ذراعي أمه.

وحانت ساعة ولادة إحداهما وأكرمها الله بطفلها سالماً معافى .. وتلتها ساعة ولادة الأخرى بعدها بحوالي ثلاثة أسابيع وأقر الله عينيها برؤية صغيرها من غير سوء .. ولله الحمد والمنة.

وكانت فترة نفاس كل منهما عندنا في البيت (أقيم مع أهل زوجي) .. وكنت أرى يومياً الطفل الأول .. وبعده الطفل الثاني.

كانتا تسألاني عن بعض الأمور .. فكنت أجيب بمنتهى الأمانة والإخلاص.

كانتا تطلبان مني ـ أحياناً ـ مجالسة الصغيرين أو تنظيفهما أو تحميمها .. وهذا لا يحدث كثيراً بحكم وجود أمي (أم زوجي) وباقي الشقيقات .. ولكن رغم ذلك كنت أشعر بسعادة وأنا ألبي مثل هذه الطلبات .. وأضع يداي على كلا الصغيرين وكأنني أضعهما على طفلي أنا.



طوال تلك الشهور وحتى الآن كنت أشعر بشوق كبير ولهفة بالغة .. شوق كبير للحمل ولهفة بالغة لضم صغيري بين ذراعيّ .. وكان الأمر ولا يزال يزداد إلحاحاً مع توالي دعوات كل من حولي بأن يرزقني الله الحمل الثالث قريباً: (ويالله شدي حيلج انتي بعد )

رغم أن الحمل ليس من ضمن خططي حالياً .. ولست مستعدة أن أشد حيلي في الوقت الحالي .. فمهرة بالكاد بلغت السنة وثلاثة شهور وهي لا تزال صغيرة حتى أتخذ خطوة الحمل التالي .. كما أننا لم ننتهِ من بيتنا الخاص ولا مكان لطفل ثالث في الغرفة التي نقيم فيها حالياً.



ورغم ذلك .. أتوق للحمل كثيراً.

أتوق لأراقب نمو بطني شهراً بعد شهر أمام المرآة كما أفعل دوماً.
أتوق لحركة الجنين في أحشائي.
أتوق للحظة الحاسمة التي أشعر بها بطفلي يتحرك بداخلي سعياً للخروج إلى الدنيا.
أتوق أتوق أتوق للحظة الرائعة التي يوضع فيها صغيري على صدري مباشرة وقبل حتى أن ينظفوه.



وتذكرت ذلك الموقف الذي سمعته من والدتي رحمها الله عن تلك السلفتين




فهل هي الغيرة أم ماذا تراها تكون؟!




اللهم ارزق جميع عبادك الذرية الصالحة التي تقر بها عيونهم وتسعد بها قلوبهم ... اللهم آمين.
__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.

التعديل الأخير تم بواسطة مهره ; 22-09-2010 الساعة 12:31 AM