وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
الاخت الكريمة.. نوورة..
أرجو أن تستفيدي ويستفيد الكل من هذا المقااال الرااائع..
'الخيال العلمي وتنمية الإبداع' لخليل أبوقورة وصفات سلامة
[COLOR="Blue"]صدر حديثا ضمن مطبوعات "ندوة الثقافة والعلوم" بدبي، الإمارات العربية المتحدة، كتاب بعنوان "الخيال العلمي وتنمية الإبداع"، تأليف دكتور خليل أبوقورة، صفات سلامة، من تقديم عالم الفضاء والجيولوجيا العربي العالمي الدكتور فاروق الباز، مدير مركز الإستشعار عن بعد بجامعة بوسطن الأمريكية، والذي اختار موقع هبوط أول انسان على سطح القمر.
وجاء الكتاب في305 صفحة من الحجم المتوسط، واشتمل على أربعة أبواب، وسبعة فصول. والكتاب يعد اضافة للمكتبة العربية في موضوع "الخيال العلمي" الذي يعد حديثا نسبيا في عالمنا العربي، ويدخل ضمن علوم المستقبل، ولا يجد الإهتمام الكافي رغم أهميته في تطور العلم والتكنولوجيا واعداد العلماء والمبدعين، وبخاصة في دول العالم المتقدمة، وقد أحسن المؤلفان صنعا بربط "الخيال العلمي" بمجال "الإبداع"، حيث يقول المؤلفان أن الخيال العلمي يعد أحد المداخل المهمة والحديثة لتنمية الإبداع واعداد العلماء بالدول المتقدمة، وأن أخطر الثغرات التي تعاني منها نظم التعليم في عالمنا العربي تكمن في عدم اعطاء الخيال والإبداع حقهما من الإهتمام، ولهذا يعد الخيال العلمي والإبداع، من مجالات البحث الضرورية لضمان تزويد عالمنا العربي بجيل من العلماء والمبدعين في شتى مجالات العلم والمعرفة، وبخاصة النبوغ في العلوم، حتى نضمن لنا مكانا مرموقا في عالم الحاضر والمستقبل. وقد جاء تقديم عالم الفضاء والجيولوجيا العربي العالمي الدكتور فاروق الباز، بمثابة كبسولة علمية فضائية، تنير فضاء عالمنا العربي، وتدعو للإهتمام بهذا المجال الحيوي، فقد جاء في تقديمه للكتاب، أن الخيال العلمي يمثل أحد المبادرات الأدبية الفريدة، وأنه من صفات الإنسان المفكر الذي لا يكبح جماح عقله أي حدود، وقال بأن الخيال العلمي يضيف الكثير الى حب التمعن والتساؤل الذي يشجع الطفل على البحث عن مزيد من المعرفة، وضرب لأهمية وقيمة الخيال العلمي بمثال أثناء عمله في برنامج "أبوللو" لإستكشاف القمر بين عامي1967 و1972، حيث أكد على الدور المهم الذي لعبه الخيال العلمي في إلهام رواد "برنامج أبوللو" في تصميم مركبات أبوللو والهبوط على سطح القمر، فقال بأنه أثناء عمله في برنامج " أبوللو"، اطلع زميل على نسخة من رواية "من الأرض الى القمر"From the Earth to the Moon لرائد الخيال العلمي المبدع الفرنسي جول فيرن، التي كتبها عام 1865، وكانت هذه النسخة من أوائل الطبعات وشملت على رسومات طلبها وحققها "فيرن" بنفسه، والتي اتضح بدراستها أنها تقارب بشكل كبير الحقائق الواقعة في الستينات بشأن تصميم مركبات أبوللو والهبوط على سطح القمر، ووقتها أصدرت مجلة "لايف"Life الأمريكية، ألبوما للرسومات القديمة والحديثة معا.
وقال الدكتور الباز في تقديمه للكتاب بأنه بمناقشة ذلك مع مدير مشروع " أبوللو" قال بأنهم كانوا في الصغر يحرصون على قراءة أعمال الكاتب "جول فيرن"، ولهذا انطبعت رسومات وأشكال رواية فيرن "من الأرض الى القمر" في ذاكرتهم، ولما حان الوقت لإعداد مركبات "أبوللو" انبثق كل ذلك وأثر بشكل كبير على تصميماتها. وقد أشار المؤلفان في مقدمة كتابهما بأن الدول المتقدمة قد أدركت قيمة وأهمية الخيال العلمي في اعداد وتنشئة العلماء والمبدعين فقامت بإدراجه في مناهج التعليم، وافتتاح أقسام دراسية بالجامعات في تخصص "أدب الخيال العلمي". ويستشهد المؤلفان بقول العالم العربي الدكتور أحمد زويل – الحاصل على جائزة نوبل في الكيمياء عام1999 –حيث قال بأن "الجميل في أمريكا وهو ما جعلها تتقدم على العالم علميا، أن الخيال لا يقتل وليست له حدود وكل المؤسسات تشجعه، والعالم الحقيقي المحب لعلمه لابد أن يحلم، واذا لم يتخيل العالم ويحلم سيفعل ما فعله السابقون ولن يضيف شيئا".
ويقول المؤلفان في تقديمهما بأنه من العوامل التي تجعل أدب الخيال العلمي أمرا حيويا في الفصل المدرسي، هو الأهمية المتزايدة التي يوليها العالم حاليا للدراسات المستقبلية، حيث أن هناك همزة وصل بين الخيال العلمي ودراسات المستقبل، فكلاهما يسعى للتنبؤ بالمستقبل، ولهذا يقول كاتب المستقبليات الأمريكي ألفن توفلرAlvin Toffler بأن" قراءة الخيال العلمي أمر لازم للمستقبل". وقد جاء الباب الأول للكتاب بعنوان " حول مفهوم أدب الخيال "العلمي وأهميته"، حيث تناول المؤلفان في الفصل الأول "مفهوم أدب الخيال العلمي وموجز مختصر لتاريخه"، وأشارا الى أن الخيال هو القوة الأساسية الفعالة وراء كل ابداع واختراع، ولولا الخيال لما وصلت البشرية الى ماهي عليه الآن، ولهذا بدأت الدراسات والبحوث المتصلة بالخيال تستعيد قوتها وترتبط بشدة بالإبداع والإبتكار، خاصة أنه لا ابداع بدون خيال. ثم استعرض المؤلفان بعض التعريفات لمفهوم الخيال، وأهمية الخيال، والعلاقة بين الخيال والإبداع، وأشارا الى الدور الذي لعبه الخيال ولايزال في تحقيق العديد من الإكتشافات والإنجازات العلمية، فاكتشاف اسحق نيوتن للجاذبية الأرضية، وأوجست كيكولي لحلقة البنزين، واينشتاين للنسبية، والعربي عباس بن فرناس للطائرة، كل ذلك وغيره كان نتاج الخيال، ثم تناول المؤلفان مفهوم أدب الخيال العلمي، وأشارا الى أنه يتخذ الوانا وأشكالا مختلفة، ولهذا أطلقت عليه مسميات متعددة منها أدب المستقبل، أدب الأفكار، أدب التوقع والتنبؤ ، أدب التغيير، الأدب الذي يهتم بحال ومصير الجنس البشري، ومن أهم تعريفات الخيال العلمي تعريف الأمريكي اسحق اسيموف Isaac Asimov، بأنه الأدب الذي يتناول تأثير التقدم العلمي على حياة البشر. وتعريف رائد الخيال العلمي العربي نهاد شريف بأنه الأدب الذي يتناول التقدم العلمي ومنجزات التقنية وتطورها الصالح منها والضار من خلال أحداث درامية. ويفرق المؤلفان بين الفانتازيا أو الخيال الجامحFantasy الذي لا يقوم على أية فرضيات مدروسة، ولا يتقيد بحدود ولا قواعد في كتاباته، فهو قائم على رؤى خيالية بالغة الشطط والغرابة، والخيال العلمي المنضبط أو الجادScience Fiction القابل للتحقيق، القائم على فرضيات علمية مدروسة يمكن تحقيقها. ثم يتناول المؤلفان الحديث عن أهداف قصص الخيال العلمي، بأنها مرآة تعكس أحدث الإنجازات في مجال العلم، كما أنها تزود العلم بأفكار يستثمرها ويحيلها لإبتكارات واكتشافات جديدة، وكذلك تحذير البشرية من المستقبل وما يحمله في طياته . ثم يتناول المؤلفان موجز مختصر لتاريخ واتجاهات أدب الخيال العلمي، حيث أشارا الى أن مصطلح الخيال العلميScience Fiction يدين بإسمه للكاتب الأمريكي هوجو جيرنزباك Hugo Gernsbackعام 1929، ويستعرض المؤلفان بعض الأمثلة لروايات الخيال العلمي التي تمثل مرحلة العصر الذهبي لتطور أدب الخيال العلمي، والتي تبدأ من نهاية الثلاثينيات وحتى الآن، والتي تميزت بمستوى عال في الكتابة، تميز بالحبكة المنطقية والدقة العلمية العالية، والتي منها رواية "الموعد النهائي"Deadline، عام 1944للكاتب الأمريكي كليف كارتميلCleve Cartmill (1964-1908) ، فقد استطاع في روايته هذه أن يقدم تصورا مثاليا للخيال العلمي الجاد، تمثل في وصف صناعة قنبلة ذريةAtomic Bomb تنفجر بقوة شديدة، يمكنها أن تنهي الحرب العالمية الثانية، في نفس الوقت الذي كانت تقوم الولايات المتحدة بإجراء تجارب في جو من السرية التامة على صناعة القنبلة الذرية،وقد بلغت هذه الرواية من الدقة في تفصيلاتها العلمية ما جعل المخابرات الأمريكية تشك في أن الكاتب قد تسلل للمعلومات السرية الخاصة بصناعة هذه القنبلة، ولكن ثبت من التحقيقات أن الكاتب لم يطلع على أسرار