
ارحمونا يا رجال.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت دنيا الحنان وكل الأخوات اللائي على شاكلتها: حفظكن الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: الغيرة نوعان: غيرة محمودة وغيرة مذمومة.
أما الغيرة المحمودة مثل أن تغير المرأة على الرجل وأن يغير الرجل على زوجته. وغيرة السيدة عائشة رضي الله عنها على السيدة خديجة رضي الله عنها وهي ميتة. وكأن تغير السيدة عائشة عندما ترى أن إمرأة جميلة جاءت تسأل النبي صلى الله عليه وسلم خوفاً من أن يتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الغيرة هي غيرة طبيعية لا مضرة منها أكرر وأقول لا مضرة منها وأعيد وأقول لا مضرة منها. يعني المرأة لاتكيد وتعمل الدسائس على ضرتها ولا تعمل السحر ولا تخلق الفتن وتعمل جميع المصائب من أجل أن يطلق زوجها المرأة التي تزوجها. كما هو حاصل في مجتمعنا الإسلامي هذه الأيام.
ثانياً: الغيرة المذمومة: هي أن تغير المرأة على زوجها لمستوى الجنون والوساوس وعدم الثقة:
وهذا هو نقص إيمان وعدم رضا بقضاء الله وقدره -إذا تزوج زوجها عليها ولم تصبر وأصبحت تنكد له حياته...وتجعلها جحيم وهي ستكون خسرانة في نهاية المطاف.
لكن المرأة المؤمنة التي تؤمن بقضاء الله وقدره ، وتستسلم لما قدر الله . وتعرف أن الذي شرع التعدد هو الله والتي واثقة من نفسها وتقوم بجميع واجباتها سواءٌ زوجها تزوج عليها أم لا...هي الفائزة ، أكرر هي الفائزة. فكم من امرأة تزوج عليها زوجها ووجد الثانية التي أصغر منها وأجمل منها مغرورة بجمالها وبأنها أصغر من الأولى وكذا وكذا..إلخ. ثم رجع للأولى واقتنع ألا يتزوج عليها ويعيش معها حياة حلوة وسعيدة. لكن إذا فعلت الأولى المصائب وعلم الزوج بذلك وطلق الثانية فسوف يقف مع الأولى في تحدي وسوف يتزوج أخرى وإذا لم تنفع معه سيطلقها وهكذا إلى أن يجد التي يتفاهم معها. وتكون الأولى فقدت زوجاً وخاصة إذا لم يكن لها معه أطفال فسيطلقها مباشرة ولا يبالي. وتكون هي لم ترض بقضاء الله وقدره ولم تصبر وتنل أجر الصبر ، فأصبحت آثمة وفقدت زوجاً. وربما لا تتزوج مرة أخرى وخاصة مع كثرة النساء في هذه الأيام وميل الشباب للزواج بالصغيرة والبكر. وحتى ولو تزوجت ممكن أن تتزوج رجلاً في الخمسينات أو أكثر. ويخشى عدم التوافق مع الزوج الكبير. وإن كنتُ أنا لا أعيب أن تتزوج الشابة بالرجل الكبير الناضج الذي يفهم أمور دينه فربما أسعدها أكثر من الشاب. وكثير من النساء يعتقدن أن الرجل الكبير ربما تكون شهوته قليلة ولا يمتع الزوجة الصغيرة وهذا خطأ وخاصة في زماننا هذا فكل أنواع المأكولات والمشروبات موجودة. وكل ما يؤدي إلى القوة موجود إذا توفرت الإمكانيات المادية.
ثالثاً: الموضوع طويل. وسأختصر واللبيب بالإشارة يفهم: اعلمي أختي أنه أمر رباني أمر التعدد، فارضي بقضاء الله وقدره إذا حصل وكوني مع زوجك على أحسن ما يكون بل بالعكس إذا تزوج عليك أحسني إليه أكثر حتى تبيني له بأنك سوف لن تستغني عنه في جميع الأحوال. وسوف لن يظلمك أبداً إذا رآك محسنة إليه وسوف لن يضيعك الله-إذا صبرت-سوف لن يضيعك الله إذا صبرت. وستنالي الأجر العظيم من عند الله. فالله سبحانه وتعالى يقول: ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ). وأختم بقول الله سبحانه وتعالى: ( من عمل صالحاً من ذكرٍ أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ). أسأل الله لي ولكم جميعاً حياة طيبة. اللهم فقهنا في أمور ديننا واختم بالصالحات أعمالنا . آمين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سيف الدين