عزيزتي نعومة أنثى.
كلام كثير قيل .. واستراتيجيات وخطط ما شاء الله.
ولكن العقل والمنطق يقولان: انتو مالكم خص.
بغض النظر عن طبع والدكِ وعن أن سلوكه قديم وليس بالجديد .. وبغض النظر عن أنه إن ترك تلك الفتاة فسيبحث ويجد غيرها .... أقول في كل الأحوال المشكلة بين والدتكِ حفظها الله .. ووالدكِ هداه الله ... أما أنتم الأبناء فلا يصح أن تتدخلوا بهذا الشكل .. لأنكم في النهاية لا سلطة لكم على والدكم ولا يحق لكم أن تحاسبوه أو تعاقبوه.
أدرك أن تصرفات والدكِ تشعركِ بالضيق والغضب .. وتقولين في نفسكِ: متى بيعقل ويبتعد عن هذا السلوك المعوج .. وأدرك أنكِ تشفقين على والدتكِ .. وتتمنين لها الراحة والهدوء والتخلص من كل المشكلات التي تعانيها سواء مع والدكِ أو مع أهلها ..... ولكن إصلاح والدكِ ليس بيدكِ ولا حتى مسؤوليتكِ .. وإن كان ولابد فيمكنكِ فقط أن توصلي له رأيكِ بطريقة غير مباشرة كذكر قصة مشابهة مع تفاصيل مختلفة قليلاً .. فقط حتى يدرك كيف تكون نظرة الأبناء للأب الذي يتصرف بمثل هذه السلوكيات .. فإن تأثر بينه وبين نفسه وخجل من نفسه وقبل ذلك استحى من الله وقرر التوبة فبها ونعمت .. وإن لم يلقَ كلامكِ صدى في نفسه فالأمر في النهاية بينه وبين ربه .. وفي كل الأحوال أنتِ عليكِ واجب حسن المعاملة والطاعة في غير معصية.
أما والدتكِ بارك الله في عمرها ورزقها الصحة والعافية .. فإن لم تحد خيراً في أهلِ أو زوج .. فلتجده فيكم أنتم أبناءها .. وإن لم يكن عليكم حل مشكلتها مع والدكم فعليكم أن تعوضوها عن معاناتها معه.
فقط توقفوا عن التحدث معها عن مشاكلها مع والدكم .. وحتى إن احتاجت هي للفضفضة معكم فاستمعوا لها وخففوا عنها دون تعليق سوى بالدعاء له بالهداية والدعاء لها بالصبر والثواب.