لا مدخل و لا مخرج لها. فقد دخلت وخرجت كثيرا ولم استطع ان امسك بها. بعدنا هذا عن بعض لا يترك مجالا كي أطويها وأعجنها. البعد يذبحني. هل صحيح انها حين تكون عندي و لا احد يساندها ستكون افضل و ستعي بمتاعبي و مشاعري أكثر و تسمع الكلام؟

الامر الآخر الذي يجعلني اتمسك بها هي انها تتمسك بي. يعني حين ترضيني تحاول مجهودها لترضيني. بعض الاحيان لا يكفي مجهودها ولكني أقتنع به لأني أعلم انها تحاول وهذا الذي تعرفه فأرحمها. مشكلتها ان فيها عيوب لا تطاق ولكنها تتمسك بي ولا تريد تركي و تعدني بأنها ستظبط نفسها من أجلي.

يعني كما أعطيتك مثلا سيئ في الماضي سأعطيك مثلا ايجابي في الماضي و في تلك الفترات المشاحنة. فعلت أمرا مزعجا جدا وعنادا لا يطاق، أذكر القصة. كنت قد أخذتها لزيارة بعض المعلمات الاتي درسوني في صغري. حين قدمنا الى المنزل لمحت المعلمة جالسة في الخارج. فقلت لها انزلي، قالت اذهب و تفحص ما اذا كانت موجودة ام لا. قلت لها انزلي انا رأيتها، فقالت نفس الشئ. وعادت تقول انها ترفض ان تنزل للمرة الثالثة. حينها صرخت عليها و نزلت. عرفت مرة اخرى انها كانت تحاول ان تمشي كلمتها علي بعناد. بقيت طيلة النهار زعلانا منها حتى جاءتني و انا جالس على الكنبة زعلانا و لم تأبى الا و تريد ارضائي. قالت لي قل لي ماذا تريد و سأفعل ما تشاء حتى أرجع الفرح على وجهك. أخجل ان أقول ما طلبت. قلت لها ان تقبلني على بطني و حتى رأسي وفعلت كذلك و رضيت منها ذلك ففرحت. فهذه الأشياء التى دفعتنيى الى أن أستمر معها. لاحظوا انها تأتي مع مزيج من العناد قبلها و بعدها يعني يتعقد الانسان حتى يفهمها. ولولا تنازلها هذا بعض الاحيان ما كملت معها.
كثير من الاحيان، حينما كنت قد تركتها لفعلتها وأخطائها في البداية، كانت تحظر قلما و ورقة و تكتب إعتذارا طويلا تشكي لي فيه عن ندمها. عندي ما يقارب عشر من هذه الرسائل مما يدل على عدد المرات التى زعلتني فيها و كنت سأتركها. لا أعلم لماذا هذا التضادد بحركاتها فهي بجد متقلبة، عنيدة مطنشة واحيانا معتذرة. كيف يفسر هذا النوع؟