أعتقد الاخوة كفوا ووفوا

وأنا أحيي فيك الحرص على تربية أبناءك تربية اسلامية صحيحة

والكثير والله المستعان لا يهتمون بالتربية لكن أرى فيك هذا الحرص مثال جميل

وأحب أعقب على نقاطك

أولاً .. العبرة بالنسبة لي ليست بالكم .. فطفل أو طفلان أربيهما جيداً خير من عشرة قد لا أتمكن من الاهتمام بهم كلهم كما يجب

فعلا العبرة ليست دائما بالكم

لكن لا تعتقدي أنك السبب الوحيد في صلاح أبناءك

فصلاحهم أولا وأخيرا بيد الله ونحن لا نعلم الغيب

لذا قد يكون الولد الذي ترجين صلاحه لم يولد بعد

وأسباب الصلاح كثيرة من مدرسة وأصحاب وغير ذلك لكن مع هذا اسألي الله أن يصلحهم ولا تعمدي على نفسك

أنت ماذا تريدين من هذه الدنيا؟ رضى الله

وانجابك للأولاد قد يكون سبب في رضى الله عنك

الأولاد إذا صبرت عليهم قد يكون حجابك من النار

يكفي أنك تكسبين أجرهم عندما تعلمينهم دينهم


ثانياً .. أنا أعتمد على نفسي في كل ما يتعلق بشؤون أبنائي .. والمزيد من الأبناء يعني المزيد من الإرهاق والمزيد من التعب والمزيد من عدم إيجاد وقت خاص لنفسي .. ومسألة الاعتماد على خادمة أو مربية مرفوضة تماماً


جميل جدا أنك لا تعتمدين على خادمة أو مربية

وأنت كما تربين ولديك الآن بدون تدخل خادمة أو مربية ستربين اخوانهم إن شاء الله بنفس الطريقة وبدون تدخل


ثالثاً .. وهو مهم .. كما قلت سابقاً فإنني قد بلغت الـ 36 .. ولو فرضنا أنني سأحاول إنجاب الطفل الثالث بعد بلوغ مهرة عامها الثاني فهذا يعني أنني سأكون قد وصلت إلى الـ 38 .. وسأكون قد وصلت إلى الأربعين لو حاولت إنجاب طفل رابع ... والحقيقة أن فكرة الإنجاب في هذه السن تزعجني كثيراً .. وبعبارة أخرى أشعر أنني سأكون قد كبرت على الإنجاب وأنني سأدخل مرحلة الشيخوخة فيما بعد وأبنائي لا يزالون صغاراً.


سن الأربعين هذا في نظري هو عز الشباب

لأنه سن العقل والحكمة والخبرة

فلا يصور لك المجتمع أو نفسك أنك كبرت بل هذا السن يجب استغلاله أحسن استغلال بسبب رجاحة العقل فيه


رابعاً .. وقد يكون هو الأهم .. أنني قد مررت بحالتي إجهاض قبل ابنتي .. وهذا يجعلني أعتبر احتمال تعرضي للإجهاض مستقبلاً قائماً .. والحقيقة أن الإجهاض تجربة مريرة وقاسية وبالتأكيد لن يسعدني أن أتعرض لها ثانيةً .. بالإضافة إلى أنني بعد أن بلغت الـ 35 بدأ عندي قلق حقيقي من فكرة إصابة الجنين بتشوهات خلقية أو إعاقة .. وحتى مهرة نفسها كنت أشعر طوال حملي بها بتوتر وقلق خوفاً من ذلك .. ولا أجد من الحكمة أن أنجب طفلاً آخر ربما يكون مشوهاً أو معاقاً ناهيك عن أنني أساساً لا أعرف إن كنت سأحسن التعامل معه ورعايته كما يجب.


الاجهاض الذي حدث حدث بقدر الله ليرى صبرك وتحملك

ومسألة التشوه هي ليست بيدك وأنت أنجبت طفلة سليمة ولله الحمد من أشهر

فلا يصور لك الشيطان أن أولادك بعد ال 35 سيكونون متشوهين لأن هذا من هراءاته

وأنت أصلا تقولين (ربما يكون مشوهاً أو معاقاً) ف (ربما) تعني أنك لا تعلمين

وهناك نساء قبلك أنجبن في سن أكبر من هذا السن والحمد لله كانوا سليمين

فأنت فقد تعملين الأسباب وفق ما يريد الله منك والنتائج منه سبحانه ليرى رضانا فيجازينا في آخرتنا على ما فعلناه في الدنيا "الفانية"


خلاصة المشكلة يا أختي

أنت تتكلمين عن أمور غيبية لا تعلمين عنها

والشيطان دائما يدخل علينا في الأمور التي نجهلها حتى يحزننا لأن هذا من أهدافه

فأسلوب التخويف من المستقبل المجهول عنا من أساليبه


أنا الآن يستعمل معي أسلوب أنك إذا تزوجت فلن تستطيع أن تتحكم بأسرتك حتى يحرمني من نعمة الزواج

وأنت يريد أن يحرمك من لذة ونعمة الأمومة

يريد أن يحرمك من أولاد يدعون لك بعد الموت

يريد أن يفرق بينك وبين زوجك فهو يصور لك صعوبة هذا الأمر وقد يصور لزوجك أنك اكتفيت ولا تريدين الانجاب فيضطر أن يتزوج بأخرى أو يسبب بينكما مشاكل بسبب هذا الموضوع

فلا تسمحي له واستعذي بالله من شره

وتفائلي وأحسني الظن بالله أن أبنائك سيكونون صالحين وسليمين

وإذا جاء القدر رضينا به سواء وافق ما نريد أو لم يوافق

لأن القدر امتحان لمدى عبوديتنا لله


أسأل الله لك ولجميع الاخوة السعادة

__________________
(إنما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون)
(ما عندكم ينفد وما عند الله باق)