السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أتمنى أن أقرأ مزيدا من التطورات لكي اتشجع في مواصلة الكتابة لكني لم أرى شيء يذكر فلا بأس ربما لعذر أو لتعب لم تستطع الأخت الكتابة لذلك قررت قبل التعليق على ما كتبتي سابقا أن اضع لكي قصة:
قصة فيها عبرة لك
أخبرني أحد الأصدقاء عن قصته مع الانفصال فقال عندما قررت الزواج أخبرت والدتي وأخواتي أن يبحثوا لي عن فتاة تناسبني فقالت لي والدتي أن بنت جيراننا تناسبك وهي ممتازة من جميع النواحي فوافقت على المقابلة ولكني خرجت من المقابلة غير مرتاح ولم أشعر بشعور جيد تجاه الفتاة على الرغم من جمالها وتدينها لكني كابرت وخجلت أن أخبر والدتي بما أمر من عدم راحتي للفتاة لأني خفت أن تحزن أو تزل والدتي من رفضي لمن اختارتها لي، فسكت وقلت أو قيل لي من صديق مقرب أن الشعور الايجابي سوف يأتي مع الأيام ولذلك تم عقد قراني بهذه الفتاة لكني صدمت مع الأيام أن شعوري الرافض لها تعمق ولم أرى تحسنا بل رأيت النفور وعدم الرغبة في الجلوس معها فوصلت لحالة نفسية سيئة لأني لا أستطيع الاستمرار مع هذه الفتاة ولا أريد أن أظلمها معي فهي فتاة يتمناها كل شاب مؤمن لذلك اتخذت القرار الأصعب في حياتي وهو خيار الانفصال عنها ولكني لم أترك الخيار دون توضيح مبررات الانفصال لمن حولي ولها حيث أنها كانت متفهمة لكل دوافعي في الانفصال وكانت راضية تمام الرضا عني وعن قراري. ويقول لكن هذا القرار جعلني اشعر بتعب من الجلوس مع الناس فلقد أكلتني ألسن الناس وانتقدني الكثير على هذا القرار وكان بعضهم شديدا علي وتفهم البعض وضعي، فأصبحت حالتي يرثى لها ولم أجد أحد ألجأ له غير الله فتوجهت له بالدعاء والمناجاة فأصبحت أيامي جملية وأجد الأنس ما دمت في الدعاء والمناجاة والصلاة لكن بعض الأخوة لم يتركوني أسيرا لحالتي النفسية ووحيدا في هذا الطريق الذي سيؤدي لانعزالي عن المجتمع في المستقبل فبادر بعضهم بالجلوس معي وتوجيهي التوجيه السليم الذي من خلاله بعد سنة من الانفصال استعدت روحيتي المعهودة ونشاطي الديني والاجتماعي السابق ففكرت بالزواج من جديد وبدأ البحث ودخلت مقابلة مع فتاة أقل جمالا من السابقة ولكني يشهد الله بعد انتهاء المقابلة كنت في شوق كبير لإتمام الموضوع بسرعة فلقد دخلت هذه الفتاة قلبي لدرجة أني كنت أريد معرفة رأيها في شخصي بعد المقابلة، والحمد لله هو الآن مرتاح مع زوجته راحة ما بعدها راحة وزوجته السابقة تزوجت.
عبر من القصة:
1- عدم المكابرة في المشاعر الايجابية أو السلبية والتأكد الصادق منها واعلانها بعد التثبت منها خصوصا في بداية الأمر قبل أن تتعقد المشكلة ويصبح حلها مؤذيا لعدة اطراف وعدم حلها كذلك يؤذي بعض الاطراف.
2- ابعاد كل المؤثرات الخارجية في اتخاذ القرار والاصغاء فقط وفقط لصوت القلب المدعوم بمنطق العقل المتحلي والمتزين بالدين الاسلامي.
3-فشل الانسان في تجربة لا يعني ملازمة الفشل له في الحياة.
4- الطلب من الله بأن يأخذ بنا الى القرار الصائب في حياتنا.
5- الصفات الجمالية أمور نسبية تختلف من شخص لآخر وليست هي المقياس في قيمة الشخصية من عدمها و لايعني التنازل عنها عدم رغبة رئيسة فيها أو التدقيق فيها لأنها رغبة رئيسة على كل الصفات من دين وخلق وتقوى وورع.
ملاحظة: هذه القصة ليست من باب أخذ قرار عنك فلست أهلا لذلك ولا أرغب لنفسي ذلك وليس حقي ذلك وليس من الانصاف أن اتخذ قرارا عنك أو أن أقول لك أتخذي هذا القرار أو ذاك بل كل هدفي هو تبيان الأمور التي أعتقد بصحتها في اتخاذ القرارات أو في بناء الشخصية الايمانية الملتزمة بتعاليم الاسلام العزيز وقد يكون رأي صائب أو غير صائب لكني أعتقد اعتقادا جازما أنك أنت وحدك الأعرف أو من تملك المعرفة التامة بخبايا ما يدور في نفسك بشرط أن تكوني صادقة وواضحة وصريحة مع نفسك ولا يوجد للتبرير مجالا .