منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - اجمل الذكريات لمعدد الزوجات
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-2009, 07:27 PM
  #10
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
....(الحلقة الثانية)....

في تلك الليلة الحالكة.....
كنت أجلس مع أثنين من الأصدقاء جلسة أنس وسمر....
ما أطيب مجالس الأصدقاء....
وما أجمل سمر الأصفياء....
خصوصا عندما تكون بعد وجبة عشاء لذيذة....
حين يتكئ كل منا على أريكته....
ونتجاذب أطراف الحديث في عدة شؤون....
وما شأن النساء منا ببعيد....
ونحتسي أكوابا من الشاي الأخضر والأحمر على حد سواء.....
وأطيب من تلك المجالس جلسة نجوى وهوى مع عروس كالقمر....آآه.....ما أحلى تلك المجالس....
حين تنظر إليك غادتك بعينين ناعستين جميلتين فاترتين....
تتبعها نصف ابتسامة.....

قال أحد الصديقين لي مازحا.....
عندنا جارة مطلقة....
وعندها ابن وبنت صغيران...
جميلة لطيفة ظريفة....
وأما الجسم فلا تسلني عنه....
تقول أمي عنها:إنها ملكة جمال....وتاج حسن بين ربات الحجال!!!!!.....
ما رأيك يا عزيزي...يا صاحب النفاس....في الزواج بها؟؟؟؟؟؟؟......

قلت:أعد عليَّ ما ذكرته آنفاً.....

فصاح على الفور قائلاً:هيـــــــــــــــــه....أنا أمزح فقط.....

ولكن رب مزاح أعقبه نكاح.....

كان كلام صديقي وإن كان خرج من مخرج المزاح وقد دخل به.....
أشبه بالهزة التي توقظ النعسان حين تقع السيارة التي يستقلها في حفرة متوسطة....
ركبت راحلة الإصرار....
وأخذت بزمام الجد....
وطلبت من زميلي....
تفصيلات عن الموضوع يوافيني بها من والدته....

وأيم الله إن فرائصي تكاد ترتعد....
وقلبي يخفق رهبة ورغبة....
وأضلاعي من الإقدام على مثل هذه الخطوة الخطيرة تضطرب وتمور......
حاولت التجلد....
وأظهرت مزيدا من الشجاعة....
وعدم الاكتراث....
وقد فغر كل من الصديقين فاهه...
دهشة واستغرابا....
وحيرة وذهولا.....
وجاءني صاحبي يسعى بالمعلومات....
أكبر مني بعام....
وليس لديها مانع في الزواج من رجل عنده زوجة....
وأما ولداها....
فسيأخذهما والدهما إلى المدينة التي يعيش بها....
وتعددت اللقاءات....
وتكررت الواسطات....
وضربنا موعدا للرؤية الشرعية....
وطلبت من صديقي وأكدت عليه بأن الموضوع سر بيننا....
والله ثالثنا.....
والنساء يتربصن بنا....
والخميس موعدنا.....

عدت إلى منزلي بعد تحديد الموعد وقابلت زوجتي وضممت ابني الأكبر...
وأودعت قبلة على جبين الطفل الصغير النائم...
ونظرت إلى وجه زوجتي ووجه ابني الكبير....
ثم عطفت بنظرة إلى وجه الصغير....
فشعرت والله بالذنب الكبير..
ووخزات الوجدان وتأنيب الضمير.....
حاولت أن أكون متماسكا مترابطاً...
لأن ما أقدمت عليه من تفكير وتخطيط....
قد يجلب لي بعض المشكلات....
ويحيل حياتي إلى منغصات....
ولكن أنا معذور....
وشاب محتاج إلى الزواج.....
وما أقدمت عليه حلال بلال.....
وبنات المسلمين من للعوانس والمطلقات والأرامل منهن....
إذا اكتفيت أنا وأمثالي بواحدة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟....

كنت أحسب لكل كلمة تلفظها زوجتي حسابا.....
يحسبون كل صيحة عليهم.....
أتلفت يمينا وشمالا....
وما في البيت أحد غيرنا....
ولكن جو البيت استحال في فؤادي إلى مكان يخيم عليه السكون والغربة والمجهول.....
لا يقولن لي قائل:أنت صنعت ذلك بنفسك....وأنت من جنيت....
أنا أحب زوجتي وأحترمها وأكاد أجن حين أتخيل أنني سوف أخسرها....
وكل ما انتابني من مخاوف وحيرة بسبب حبي لها ولطفلينا الصغيرين.....

وجاء يوم الخميس....
وانطلقت إلى صاحبي خائفا أترقب....
وقلت:هات الأخبار....
وقلبي بين الضلوع يعلو تارة وينخفض تارات....
قال:الأخبار هي اركب معي....
واتجه بنا صوب بيت المخطوبة.....
كنت قلقا وجلا مشوشا....
ولكن أظهرت الجد والحزم والجرأة أمام صاحبي...
ودخلنا المنزل....
ودار نقاش لطيف خفيف مع إخوتها.....
وكنت أحاول التبسم والمشاركة وقد جثم الهم بكلكله فوق صدري....
وجاء أبوه الخوف فحط برحاله في جوف فؤادي....
كنت أنتظر الرؤية....وأخشاها....
ولكنها أمر لا مفر منه...فهذا ما جئنا له يا سادة....
وكنت شارد الذهن متوتر الفكر....
داهمتني الخطرات والوساوس والمخاوف....
وكأنني في قاعة محاكمة انتظر صدور حكم الإعدام...
ولست في صالون أهل العروس أنتظر إطلالتها عليَّ....
هذه الحالة من الخوف والترقب والإنزعاج صرت أسميها فيما بعد....سنة أولى تعدد....
وربما أطلقت عليها السنة التمهيدية....
هذه السنة التمهيدية على صعوبة ما فيها فذكرياتها ما تزال جميلة ترفرف في أغصان الذاكرة...
وتغرد في زوايا الوجدان....

وجاء الداعي يقول:تفضل إلى الغرفة المجاورة....
تمالكت وقمت خلف الداعي وكأنني أجر إلى حبل المشنقة....
وقد بدأت اتمتم بآية الكرسي وغيرها من الأوراد.

دخلت الغرفة وجلست على مقعد وثير....وجلس الأخ مقابل وجهي.....

كانت تلك اللحظات التي سبقت دخول المخطوبة المنتظرة لحظات قاسية ثقيلة مخيفة مزعجة....
والله وكأنَّ الذي سوف يدخل عليَّ غول متوحش...
وليس إنسانا من فصيلة الجنس اللطيف....
ما شكلها؟؟؟؟...وما لونها؟؟؟؟....وماذا سأقول لها؟؟؟....
ومن خلال الأوصاف التي جاءتني كنت قد رسمت
في مخيلتي لها صورة جذابة....جميلة....
وهذه مشكلة كثير من الخطاب....يرسمون في مخيلاتهم صورا لا تعدو عن كونها أوهاما....
ومن جملة السراب....فإذا عاينوا الحقيقة تفاجئوا بما لم يكن لهم في الحسبان...