منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - اجمل الذكريات لمعدد الزوجات
عرض مشاركة واحدة
قديم 31-10-2009, 08:11 AM
  #2
أم داليا
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية أم داليا
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 2,782
أم داليا غير متصل  
وأعان الله الزوج على ما سيناله من تلك النقم!!!...
في الشهرين الآخيرين من الحمل استبد القلق والخوف بزوجتي...
فهذا أول حمل..كانت خائفة متوترة.
وقد استغرقت مراجعات الطبيبة منا وقتا وجهدا وتفكيرا....
واقتربت ساعة الصفر...

في ذات صباح قارس من أيام الشتاء الباردة....
وكنت متدثرا بغطاء ثقيل...
فلم أرع إلا وزوجتي توقظني وهي تبكي وتتأوه.....
هيا انهض.....
كانت تصرخ في السيارة وأنا أصبرها وأسليها....
ولكن ضاع ذلك مع اشتداد موجات الطلق....
وطرق المولود المتتابع بعنف جدار الرحم يريد الخروج إلى هذه الحياة....
تمت الولادة بسلام....
ورزقنا الله بغلام جميل.....
وبعد يومين عدنا إلى عشنا الصغير...
وقد حملنا حلمنا الكبير...
من الطبيعي أن تنزل حماتي علينا في بيتنا ضيفة مهابة الجانب....
مضيفة لنا في الحقيقة...
تعتني بابنتها ووليدها الصغير....


يا سادة......أنا شــــــــــــــــاب!!!!!.....هل فهمتم ما أعني.....
مكثت أعاني على بوابة الحرمان منذ أوائل الشهر التاسع....
وهذه الأربعون قد كشرت عن أنيابها....
وصار كل يوم منها عقربا أو حية تلدغني فتجرح إحساسي ومشاعري واحتياجي....
وأما المولود الصغير فلم يشأ إلا أن يشارك هو أيضاً ببكائه وصراخه في أكثر الليل والنهار....
كنت في غاية الشوق والالتياع والوجد لزوجتي....
وكانت منصرفة تماما إلى وليدها تحتضنه وترضعه وتناغيه....


لا أخفيكم لقد تضايقت كثيرا....
هل صرت أغار من هذا الطفل الصغير...
إنه ابني وفلذة كبدي....
أحاول الاقتراب منها فأمسك بيدها....
كيف أنت يا حبيبتي....
لقد كدت أذوب شوقا إليك....
فترد عليَّ ببرود وفتور.....
وتقول:انظرْ إليه إنه يشبهك تماماً....وكل من زارنا من الأقارب قال ذلك...
إنني في واد الحرمان والشوق والوجد والهيام والحب....
وهي في وادي الأمومة بفروعها والطفولة بأصولها....
فأعود كاسفا وأنا حزين!!!!!.....


مرت الأربعون.....
وتهيأت زوجتي بعد رحيل النفاس....وتزينت.....
وراودني شعوري الجميل يوم زُفت لي ليلة العرس السعيد....
كنت كمن فقد الماء في صحراء أياما حتى كاد يهلك.....
ثم وجد عينا من الماء العذب السلسبيل....
فاقام يشرب ويشرب دون انقطاع....


تحسنت الحال....
ولكن الوليد الصغير ربما أفسد علينا فرحة اللقاء في كثير من الأحيان....
وكأن هناك من يقوم بتسليطه علينا!!!!...
وما أقبح الحال.....حين تقطع صرخات الأطفال وبكاؤهم لحظات الرومانسية والوصال.....


تغيرت زوجتي-حتى أكون منصفا-أكثر من خمسين بالمائة....وقل اهتمامها بي...
وانصرف إلى طفلنا الصغير...
كنت أتضايق وأغضب ولكن كنت أسلي نفسي بأن اهتمامها بابننا وفلذة كبدنا.....
فلا ضير أن أحتمل وأصطبر!!!...


ومرت سنتان أخريان....وأطل الحمل الثاني....
فقعدت أفكر هل سأعاني مثل ما كنت في الأول أعاني....
حملت زوجتي ووضعت وليدها الثاني غلاما....
بعد معاناة أليمة مريرة لها ولي...


وفي ليلة من ليالي النفاس الحالكة....
حدث تغير هائل في حياتي!!!!!.....


سوف أروي لكم ما حدث في الحلقة القادمة....