أختي الكريمة..
كلامك سليم 100%..
ولا أقولها مازحه أو بهدف إرضائك..إنما هي حقيقة أمر بها..
فلقد تأخر الحمل عندي..وها أنا قاربت نصف سنتي الثالثة ولازلت أنتظر أن يرزقني الله بحمل قريب..
نعم هذا تناقض..وقد تستغربيه..ولكنها حقيقة..
نعم أعيش في راحة والحمد لله..وأتنقل بحرية..لزوجي كل وقتي..أهتم به وأوليه كل رعاية..ولايشغلني غيره..
دخولنا وخروجنا..جلساتنا وسهراتنا..هي كما نريدها بالضبط..وعندما نريدها..
لاشيء يلزمك ولا أمر يجبرك..
والكل يعلم "وبالأخص" الأمهات الجدد..أن الطفل يقيّد الحركة..
وتصبحين مجبرة على تنظيم وقت كل شيء بما يناسبه هو..
فوقت نومك..وخروجك..وإهتمامك بزوجك..وزياراتك..وجلساتك..حتى أوقات عملك..
كلها كلها يصبح محورها هو..الطفل الجديد..
فيشغل لديك العقل والقلب والحواس كلها..إن كان أكل أو شرب أو نام أو مرض أو..أو..أو..
مسؤولية كبيرة كما وأنها همّ تحمليه للأبد..
ومع هذا أقول...
ما أجملهم..حين تسمعين بكاء قدومهم معلنين بداية حياة جديدة ساهمت أنتِ بها ولا يخفى عليكِ أجرها العظيم..
ما أجملهم..وأنتِ تعلمين أنما هم ثمرة حبك أنتِ وزوجك ولهم تأثيرهم الإيجابي في علاقتكما الطاهرة والجميلة..
ما أجملهم..حين يبدؤون لفظ أول أحرفهم وتتمنين لو يكون اسمك "ماما" أوله..
ما أجملهم..وأنتي تداعبيهم بصحبة زوجك وتحيطكم تلك الهالة الرائعة من الحنان والحب والمودة..
ما أجملهم وما أجملهم وما أجملهم..
كثير هو ما قد أقوله فيهم..
فهم التجديد الكبير..وهم النسل..وهم السند والظل...
أختي..أنتِ اليوم بصحتك وعمرك وشبابك..
ولكن لادائم إلا الله..
فالعمر فان والشباب زائل..فمن لكِ بعد عمر طويل؟؟
من سيرعاكِ ويحفظك ويحمي حقوقك عندما يظهر الشيب وينحني الظهر وتعجزين عن الحركة؟؟
لاتقولي التربية صعبة والتأثيرات والإغراءات كثيرة..
فإن كان الأساس قويا لايهزه شيء مهما كان..
أنتي أمهم..فدورك رعايتهم وحمايتهم وتربيتهم التربية الصالحة.. لم؟؟
لأنك ستكونين بحاجة لهم فيما بعد..ليردوا لكِ الجميل..
كما ستفعلين أنتِ مع أهلك..
أوليس لكِ دور في حياة والديكِ..ألست مهمة لهما كما هما لكِ..
ولاتنسي أختي..لكِ أجرك بإذن الله على كل شيء..