مرحبا أختي..


جميل أن نحسن الظن بالآخرين .. ونتوقعهم ملائكة يرون الأمور بمنظار أبيض يبرر الأخطاء ويلتمس الأعذار.

ولكن يا أختي ليس كل الناس ملائكة بالفعل .. وليسوا كلهم لديهم هذا القدر العالي من القدرة على التفهم واستيعاب مثل هذه الأمور خصوصاً.

فإن كان البعد الشرعي واضح هنا .. إلا أن احترام الوعد القائم بين عاقد القران وولي الأمر واجب .. وليس من السهل أن يغض ولي الأمر الطرف عن أن ابنته وزوجها قد خلفا وعدهما بالالتزام بعدم الدخول إلا بعد وقت تم تحديده مسبقاً .. فحتى لو كان الأمر حلالاً من الناحية الشرعية .. إلا هناك التزامٌ أخلاقي وأمانة كلمة .. وثقة وُضعت في كليهما ويجب عليهما احترامها.


كذلك فإن المسالة لها بعد اجتماعي من الصعب التغاضي عنه .. فعاقدي القران في مجتمعاتنا العربية هم في حكم المخطوبين .. وينسى كثير من الناس أن عقداً شرعياً يربطهم لدرجة قد تحرم بعض عاقدي القران من أبسط حقوقهم كالرؤية والحديث!!!!!

وعلى ذلك فإن (خطاً) كالذي حدث بين صديقتك وزوجها قد لا يُغفر في الغالب .. إلا إن وجدت شخصاً متفتح الذهن والعقلية بالفعل ليفهم الفرق بين الخطبة وعقد القران .. وبالتالي يعاملها على أنها مطلقة وليست خاطئة!

لذلك أتمنى ألا تثق صديقتك كثيراً فيمن قد يأتيها مستقبلاً .. لأن كثيرين غير مؤهلين لهذه الثقة من حيث التكوين النفسي والإرث الاجتماعي.



ومع احترامي .. فحتى صديقتكِ نفسها ترى أنها ارتكبت خطأً .. فلماذا تتوقع من الآخرين ألا يعتبروه كذلك؟!!!!






مع تحياتي

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.