منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - موقف صار لي اليوم ... ومازلت مقهورة !!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 25-11-2008, 06:41 PM
  #34
عبير الأحلام
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية عبير الأحلام
تاريخ التسجيل: Feb 2006
المشاركات: 2,811
عبير الأحلام غير متصل  
يشرفني ردك أخي الفاضل .. الولد الرزين

في البداية أحب التنويه على أن ما ذكرته من كلمات كانت بشكل عام ، لم أقصد منه تخصيص موقف الأخت الفاضلة ابل قرين

ولا يخفى على من يقرأ هذا الحوار أن يدرك أنني لم أتعجل في إصدار حكمي على موقف الزوج ، بل ارتأيت الانتظار ومعرفة جواب السؤال الموجه للزوجة ، وبناء عليه سيكون ردي !

غير أن استعجال الأخت الفاضلة .. مهرة .. جعلني أدلي بدولي .. لذا كانت كلماتي عمومية . ولم ألجأ إلى التخصيص.

ثانياً ..

يختلف الرجال فيما بينهم في تعاطيهم لظروف الحياة المختلفة ، كما يختلفون في تفاعلهم معاً وهذا طبيعي

إذن ومما لاشك فيه أن اختلافهم في طريقة تقبلهم لظروف الحياة وضغوطاتها أمر حتمي لايقبل الجدل

فالرجل ( س ) قد يتعامل مع ضغوطات العمل ، بطريقة تختلف تماماً عن تعامل الرجل ( ص ) مع ذات الضغوط

ولا أعلم حقيقة علة ذلك الاختلاف ، هل هو بيولوجي فسيولوجي بحت ، أم أنه نتيجة مكتسبات الحياة منذ الطفولة وحتى سنه الحالي ( البيئة )

كل ما أعلمه أن طرق التنفيس يمكن سردها على سبيل الذكر لا الحصر فيما يلي :

1. قد يعبر رجل عن ضغوطات العمل عن طريق الانسحاب إلى كهفه والاعتصام به ريثما تهدأ الزوبعة

2. قد يعبر رجل عن ضيقه تجاه مشكلة عائلية مع أهله عن طريق الثورة والغضب على من في المنزل بما في ذلك الزوجة والأبناء

3. قد يعبر رجل عن حزنه الشديد على فراق صديق العمر عن طريق انتقاد الزوجة وتصيد الأخطاء

وأخيراً قد يعبر رجل عن ضغوطات مختلفة وتراكمات وترسبات الحياة عن طريق الرغبة في معاقبة أي من كان سواء كان هذا العقاب جسدي أو نفسي

وهذا هو محورنا هنا ..

في البداية لايمكن الحكم على تصرف الزوج ، إلا من خلال زوجته وبناء على معرفته المسبقة به ، فهي الوحيدة التي تعرف زوجها حق المعرفة ، وتدرك حيثيات نفسه ، ومكنونات صدره ، وبناء عليه تصدر حكمها

لا ريب أن كل زوجة هنا ، تحدثت من منطلق تعاملها مع زوجها ، أو بالأصح طبيعة علاقتها به

فأنت وزوجتك مثلاً قررتما مبدأ منذ بدء حياتكما ، وبناء عليه تأثرت زوجتك من كلمة ( غبية )

في المقابل قد نجد زوجة أخرى لا تؤثر بها تلكم الكلمة ، فهي لا تعدو كونها مزحة !

ويمكننا الخروج قليلاً عن علاقة الزوج والزوجة ، إلى علاقة الأخوة

وهذا من واقع تجربة

فقد رأيت أختين متقاربتين في السن ليس بينهما سوى عام ونصف

وفوجئت بغضب إحداهن من الأخرى ، حتى وصل الغضب إلى حد القطيعة

وسبب تلكم الموجة التي مرتا بها ، أن إحداهن قالت للأخرى : إنتِ ماتفهمي لو كنتِ تفهمي ماكان ضيعتِ فلان من يدك !

صراحة تفاجأت ..

فما بيني وبين أختي من ( الميانة ) أكبر من أن أتأثر بنعتها لي بعدم الفهم !

الشاهد من هذا المثال أن الناس يختلفون فينا بينهم ، فما تغضب منه فلانة ، لا تغضب منه الأخرى

ومايكون في عرف الزوجين ( س ) محرماً ، لا يعدو في عرف الزوجين ( ص ) كونه دعابة !

وليس لذلك قاعدة معينة نعممها ، بل يختلف ذلك حسب طبيعة الزوجين ومايرتاحان له في تعاملهما وعلاقتهما معاً

لذا لم أشأ أن أطلق حكمي على الأخت صاحبة المشكلة قبل أن أسمع منها

نعود لصلب الموضوع ..

إذا فهمت الزوجة زوجها بشكل جيد ، فإنها لن تتأثر من إهانته ، ذلك شريطة أن تكون المرأة واعية ومدركة لحيثيات تلك الإهانة وأنها ما تعدو كونها موجة تنفيس ريثما تنتهي !

فقد يحتاج الرجل في بعض الأحايين لشخص ينفس له عن غضبه وضغوطاته ، ويتحرج من اللجوء إلى أهله مثلاً فهم لهم احترامهم ويستحيل عليهم تفهمه فالعقوق هو الحكم الصادر على الزوج إن فعل ذلك وهذا يشكل عليه ضغطاً آخر ، ولا يرغب في ظلم أطفال صغار قد يستحيل على عقلهم الصغير استيعاب مايحدث

فلا يجد أقرب له من شريكة حياته ليبثها همومه وشجنه ، مهما اختلفت طريقة ذلك البث ، فهي التي تفهمه وهي التي تقدر احتياجاته

وأعيد وأكرر ..

لا يمكن أن تقبل المرأة إهانة زوجها ، إلا إذا كانت مدركة تمام الادراك ، وواعية تمام الوعي ، أن الإهانة هذه لاتعدو كونها زوبعة ، ووسيلة من وسائل التنفيس التي اعتاد عليها زوجها

فالمرأة السلبية ، مهضومة الحقوق ، المطيعة طاعة عمياء ، لا يستسيغها المجتمع النسائي ، فما بالك برجل يرى في هذه المرأة ( شريكة ) للحياة ، أي أنها شريكته في قيادة هذه المركب والعبور بها

لابد أن تكون للمرأة كينونتها الخاصة بها ، ولابد في نفس الوقت أن تكون المرأة خير شريك لذلك الرجل الذي اصطفاها من بين نساء الأرض جميعاً

حينها ، لاشك أنها ستكون بنظره ، الأجدر بالبقاء ، فهي من تأنس بها النفس ، ويسعد بها الفؤاد

***

لكم خالص الود