نعم يا عزيزتي .. أنت في وضع نفسي سيء .. وتحتاجين بكل تأكيد لمن يقف بجانبكِ ويشدّ من أزركِ ويهوّن عليكِ مصابكِ العظيم .. وحقيقة لا يعرف مقدار الألم الذي تعانينه إلا من عاشه وعانى منه بالفعل.

وأتفق معكِ على أن زوجكِ لم يتعامل معكِ بالشكل المطلوب .. ولم يظهر التعاطف الكافي ولا الدعم النفسي الملائم.


ولكن......

دعينا نفكر بهدوء وبشيء من الموضوعية.


تدركين أنه يتمنى الأطفال بسرعة كما تقولين ... وهذا أمر طبيعي دون شك .. فحتى أنتِ تتمنين الأطفال بسرعة .. وأنا أيضاً .. وكذلك وزوجي .. وكل إنسان طبيعي يتمنى بالتأكيد أن يرى ذريته وأبناءه.

ربما ستقولين أن رغبته تلك لا تستدعي مثل رد الفعل القاسي الذي يمارسه معكِ .. ولكن هل أنتِ متأكدة أن الأمر هو فقط رغبته (هو) في الذرية؟

أليس هناك احتمال أنه يتعرض لضغوط من أهله مثلاً بسبب عدم إنجابكما حتى الآن؟؟ (وهذا أمر وارد في الغالب)

ألا يمكن أن يكون هو نفسه يعيش صراعاً نفسياً داخلياً يمزقه ويجعله حائراً بين حبه لكِ ورغبته في الإنجاب وبين مواجهة الضغوط التي ربما يكون يتعرض لها بالفعل؟


احتمال كبير...

ولكنه لا يعني أنه كرهكِ بالضرورة .. ولكنه يعني أنه ربما لا يحسن التعامل مع صراعاته النفسية ويقع تحت تأثيرها السلبي بشكل أكبر مما يُترَجم على النحو الذي تصرف به معكِ.



يا عزيزتي .. إن قسى عليكِ هو فلا تقسي عليه أنتِ .. وحاولي أن تفهمي ما يشعر به جيداً حتى تتمكني من قبول أو رفض رد فعله معكِ.

اجلسي معه يا عزيزتي وتحدثي معه بهدوء .. واطلبي منه أن يفضفض عما يشعر به تجاه موضوع الإنجاب والإجهاض .. فحديثه وفضفضته ستمكنكِ من فهم الصورة بشكل أفضل وبالتالي ربما يخف استياؤكِ من زوجكِ إلى حد ما.

واحرصي على أن يكون سؤالكِ من باب عتاب المحبين .. فلا عصبية ولا هجوم ولا اتهام.



عوضكِ الله ورزقكِ ما تتمنين..

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.