أختي الكريمة..


جاء في صحيح مسلم .. وسنن الترمذي بلفظ آخر قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (‏‏من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان.)

ومشكلتنا أننا لا نقبل إلا باليد واللسان مع أن في الأمر رخصة وتيسير خاصة عندما تكون النتيجة مشاكل تعصف بحياتنا وتوشك أن تهدمها!!!

بل إننا مع إصرارنا على اليد واللسان فإننا في بعض الأحيان لا نحسن استخدامهما بالطريقة التي تحقق الإصلاح المطلوب.



أختي الفاضلة..

استغربت حقيقةً أن تتبرعي أنتِ بدور الرقيب والمحاسب لأخت زوجكِ .. وأنكِ أنتِ من تحدين من خروجها ودخولها واستخدامها الهاتف وكأنكِ ولية أمرها .. لدرجة رغبتها في التخلص منكِ ـ حسب قولكِ ـ ليخلو لها الطريق!!!

ورغم خطأ سلوكيات أخت زوجك .. إلا أنني في نفس الوقت أجد مبالغة كبيرة في استشعاركِ بواجب الوقوف ضد هذه السلوكيات!!! .. وإذا كان زوجكِ نفسه لم يستطع ردعها بسبب موقف والدته .. فلمَ تعطين لنفسكِ هذا الحق مع ما يجلبه لكِ من مشاكل تشكل خطراً على حياتكِ الزوجية؟!!!!

واجبكِ يا أختي هو النصيحة .. مع الحرص على تقديمها بالشكل المطلوب الذي يساعد على الوصول إلى النتيجة المرجوة .. فإن كان فنعمةٌ وحمد .. وإن لم يكن فأخت زوجكِ عندها أهل .. هم ألزم بها وأحرص عليها دون شك .. وهي في النهاية ليست طفلة صغيرة تحتاج من يرصد حركاتها ويفتح عليه عينيه في كل شاردة وواردة!!!!

ومع احترامي يا أختي .. فإنني أستشعر من كلماتك أن أسلوبكِ في النصيحة أصلاً كان خاطئاً .. ويبدو أنه كان خالياً من الرفق واللين ومغلفاً بكثير من التعنيف والانتقاد القاسي .. وإلا لما كان رد فعل أخت زوجكِ أن تسعى لخراب بيتك! .. فرد الفعل العنيف في الغالب يكون نتيجة الفعل العنيف نفسه!


لذلك اتركيها وشأنها والطريق الذي اختارته لنفسها ورضيته لها أمها .. فبعد أن قدمتِ النصيحة ـ أياً كان شكلها ـ يبقى لها رب العباد يحاسبها على ما تفعل.

وربما يكون حلاً مجدياً ومريحاً أن تنتقلي إلى سكن آخر بعيداً عن تصرفات أخت زوجكِ التي لا تستطيعين مسك لسانكِ عن تصرفاتها!



وعلى كل حال .. كنت أتمنى أن يتم حل هذه المشكلة دون التطرق لحكاية المساعدة المالية التي قدمتها لزوجكِ .. أو كونكِ أنتِ صاحبة البيت الان .. وإن كان زوجك هو من أفشى هذا السر فأتمنى أن تحرصي مستقبلاً على عدم ذكره في حديثك أو مشاكلك مع أهل زوجكِ حتى لا تدخلي في دائرة الصدقة التي يتبعها منٌّ وأذى.






مع تحياتي

__________________


اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.