أخي السيف المسلول ..
سلام عليك من الله ورحمة وبركات .. أما بعد ..

فجزاك الله خيراً على هذا النقل المباركــ ..


ومن باب الفائدة ومن باب تدارس العلم أيضاً أود أن أضفي شيء على الموضوع .. فأقول مستعيناً بالله ..


إن كلمة ( بين ) ليست لازمة بالتوسط في الشيء عند العرب ..

معنى كلامي أن الدعاء بقول ( سبحان من أمره بين الكاف والنون ) لا يلزم منه أن يحدث الأمر بعد الكف وقبل النون ..

إذ مراد العرب من قولهم ( بين ) هو سرعة تحقق الشيء والتمكن منه وما إلى ذلك من الأغراض ..

كقولهم لصاحب السلطة : أمرك بين يديك ..
فمرادهم من هذه الكلمة أن ما أمرت به سينفذ ..

مثال آخر :
لو سأل السلطان عن مجرم في السجن ..
فقيل له : إنه بين يديك ..
لكــان الجواب صحيحاً مع أن المجرم قابع في السجن ..


ومثل هذا الأسلوب عند العرب كثير جداً .. كأسلوب تحقق الشيء ..
ألا ترى قوله سبحانه وهو يتحدث عن الساعة فقال عز من قائل (( أتى أمر الله ...)
انظر التعبير عن الساعة بفعل الماضي مع أن الساعة لم تقم الآن ..
وما ذاك إلا لتحقق وقوعه .. إذ التعبير باللفظ الماضي لمقصد تحقق الشيء هو أمر معروف عند العرب ..

ومثل هذا الكلام هو ما أوردته علينا في النقل .. فأقول :
قد يكون مقصد الداعي هو الثناء على الله سبحانه وتعالى بكون أمره ينعقد ب ( كن ) والمقصود الثناء على الله بتمكنه من كل شيء - سبحانه وتعالى - ..


وللإستزادة عن مثل هذا المعنى عليك بأهل العربية فإنهم أعرف بمراد الكلام ..

وكما قيل (( أهل مكة أدرى بشعابها ))

ومن كان من أهل العربية في هذا المنتدى فليتحفنا بمزيد ايضاح ..



ودمت بود يا صاحبي ..

__________________
قال ابن القيم - رحمه الله -

" ولا ريب أن تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال أصل كل بلية وشر وهو من أعظم أسباب نزول العقوبات العامة كما أنه من أسباب فساد أمور العامة و الخاصة ... "

إلى أن قال رحمه الله :

" ولو علم أولياء الأمر ما في ذلك من فساد الدنيا والرعية قبل الدين لكانوا أشد شيئ منعا لذلك .. "

كتاب الطرق الحكمية 324 - 326.